تتواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة لليوم الـ309 على التوالي، وسط قصف عنيف يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، ويدمر كل ما بقي من مقومات الحياة من مبانٍ ومدارس ومراكز صحية.
وارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم السبت، مجزرة جديدة في حي الدرج شرقي مدينة غزة وسط القطاع، بعد أن استهدف مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين، خلال صلاة الفجر، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا فيها.
ونسفت قوات الاحتلال الصهيوني مباني سكنية غربيّ مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية. وأول أمس الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني بدء عملية هجومية في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وقال بيان للجيش إنّ قوات من الفرقة 98 بدأت عملية هجومية في خانيونس “نظراً إلى ورود معلومات استخباراتية عن وجود مخربين وبنى إرهابية في المنطقة، وفي إطار الجهود الهادفة إلى ضرب المنظمات الإرهابية في قطاع غزة في أثناء محاولتها الإعمار”، وفق زعم البيان.
وعلى صعيد جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، ومع ترقب استئناف المحادثات يوم الخميس المقبل، أوضحت الولايات المتحدة للمدعو “بنيامين نتنياهو”، أخيراً، أنّ عليه إبرام صفقة مع حركة حماس، ولا سبب يبرر تأخيرها. وذكرت وسائل اعلام، الجمعة، أن تعميم نتنياهو بيانا بشأن إرسال وفد مفاوضات “إلى مكان يحدده الوسطاء.. لتلخيص التفاصيل من أجل تنفيذ اتفاقية الإطار”، جاء بعد إشارة واضحة من واشنطن إلى نتنياهو بأنه لا يوجد أي سبب الآن لتأخير الصفقة.
أكثر من 100 شهيد بمجزرة صهيونية مروعة في حي الدرج…جثث متفحمة وأشلاء متناثرة
ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، فجر السبت، مجزرة جديدة في حي الدرج شرقي مدينة غزة وسط القطاع، بعد أن استهدف مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين خلال صلاة الفجر، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا فيها. وأفادت العديد من المصادر بأن قائمة الشهداء المتداولة في المجزرة تخلو من أسماء عناصر أو قيادات في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ما ينفي مزاعم الاحتلال، في ظل توقعات بارتفاع أعداد الشهداء نظراً لوجود عشرات الحالات الخطرة في صفوف المصابين، وانهيار القطاع الطبي.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مذبحة داخل مدرسة التابعين بمدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، وهذا يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح المكتب، في بيان له، أنّ “جيش الاحتلال قصف النازحين مباشرةً خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع”.
وأضاف: “من هول المذبحة وأعداد الشهداء الكبيرة لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتى الآن”. ودان المكتب في بيانه بـ “أشد العبارات” ارتكاب الاحتلال لهذه المذبحة المروعة، ودعا كل العالم إلى إدانتها، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه المذبحة. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
حماس “واشنطن متواطئة في جرائم الاحتلال”
قالت حركة حماس في بيان إن مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة جريمة مروّعة تشكّل تصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتكب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد، مشيرة إلى أنها “استمرار للإبادة النازية الصهيونية ضد شعبنا، والإدارة الأميركية متواطئة في الجرائم”.
ولفتت إلى أن “هذه المجزرة هي تأكيد واضح من الحكومة الصهيونية على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل في مراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم”، مشيرة إلى أن “جيش العدو يختلق الذرائع لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات وخيام النازحين، وكلها ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة لتبرير جرائمه”.
وأكدت الحركة أن تصاعد الإجرام الصهيوني، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل في كل مناطق قطاع غزة، لم يكن ليتواصل لولا الدعم الأميركي بشكل مباشر لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها، مطالبة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي “بالقيام بمسؤولياتهم والتحرك العاجل لوقف هذه المجازر، ووقف العدوان الصهيوني المتصاعد ضد شعبنا وأهلنا العزل”.
إدانات عربية لـ”مجزرة التابعين” في غزة
تتوالى الإدانات العربية للمجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني فجر السبت بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة “التابعين” بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من المقاومة الفلسطينية كانوا فيها.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، السبت، في بيان، إنّ “هذه الجريمة تأتي استمراراً للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب”. وأضاف أنه “في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فوراً بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة، النازحين في مدرسة بمدينة غزة”. وقال أبو ردينة: “على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فوراً على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل“.
الأردن “إمعان في الاستهداف الممنهج للمدنيين”
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قصف الإحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في غزة، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان “إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل لما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.
مصر “إسرائيل تفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب”
بدورها اعتبرت مصر، أنّ القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، مطالبة بـ”موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل”.
واعتبرت الخارجية أنّ استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، “دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب، وإمعان في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين”. وأكدت أنّ مصر “ستستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاق أو واجهته من معوقات“.
مقررة أممية “تاريخ إسرائيل باغتيال الفلسطينيين لن يبقى دون حساب”
قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز السبت إن تاريخ إسرائيل في اغتيال الفلسطينيين بالداخل والخارج طويل ولا يمكن أن يبقى دون حساب.
وأضافت ألبانيز أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في مدرسة تلو الأخرى في قطاع غزة، بأسلحة أميركية وأوروبية وسط عدم اكتراث كل “الأمم المتحضرة“.
وأوضحت ألبانيز -عبر حسابها على منصة إكس- أنها أدانت مع خبراء آخرين من الأمم المتحدة تصاعد العنف في الشرق الأوسط، والجولة الأخيرة من “عمليات القتل والاغتيال خارج نطاق القضاء، من لبنان إلى إيران”.
وبينت المقررة الأممية أن الاغتيالات وأعمال القتل تلك “قد ترقى أيضا إلى أعمال عدوانية”، وشددت على ضرورة أن تكون التحقيقات المستقلة والشفافة والمساءلة جزءًا من الطريق إلى السلام.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال