تدخل الحملة الانتخابية، لرئاسيات السابع من سبتمبر المقبل، في يومها الثاني عشر، حيث ترتفع وتيرتها إلى أوجها، في مشهدٌ يتجلى فيه التنافس بين المترشحين الثلاثة وداعميهم بأعلى درجاته.
تتسارع الأحداث وتتداخل الحماسة مع الاستراتيجيات المدروسة. بينما يواصل كل فريق تعزيز حضوره في الساحة، تكثف الحملات نشاطاتها بفعالية لافتة، حيث يطوف المرشحون وممثلوهم الولايات. يوزعون الرسائل والخطب وينظمون الفعاليات المختلفة.
تتعاظم الأنشطة الانتخابية، لدخولها في العد العكسي، وسط تفاعل جماهيري كبير. مما يخلق جواً من الحيوية والتشويق، ويعكس الأهمية الكبيرة لهذا الاستحقاق في تشكيل المستقبل السياسي للبلاد.
تبون: “اتعهد بخلق 450 ألف فرصة عمل وزيادات للمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة وضعيفي الدخل”
وعد المترشح الحر للانتخابات الرئاسية القادمة، عبد المجيد تبون، بخلق 450 ألف فرصة عمل. وزيادة الأجور لجميع الفئات في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية.
وفي كلمة ألقاها، خلال تجمع شعبي حاشد في وهران، في إطار الحملة الانتخابية. والذي حضره أكثر من 14 ألف شخص، أكد عبد المجيد تبون، التزامه بدعم الشباب المقاول، مشيراً إلى أن “شباب الجزائر نزيه من الفساد والمحسوبية والرشوة. مشيرا إلى وعوده في انتخابات 2019 التي تعهد خلالها بتمكين الشباب وتوظيفهم في مناصب سياسية رفيعة. معتبراً أنه قد حقق هذه الوعود خلال ولايته الأولى التي امتدت خمس سنوات.
كما أوضح أن الجزائر هي الدولة الوحيدة، التي قدمت منحة للشباب العاطلين عن العمل، قائلاً: “أنشأنا منحة البطالة حتى لا نترك أبنائنا دون دعم”. وكشف عن إدماج نحو 500 ألف شاب في القطاع العام، وأردف: “الدولة لم تقتصر على تقديم منحة البطالة فحسب. بل منحت أيضاً بطاقة الشفاء لضمان الحصول على العلاج”.
وأبرز المتحدث ذاته، أن برنامجه الانتخابي، يشمل زيادات في المنح والمعاشات الخاصة بالمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة والفئات الضعيفة. وأضاف أنه في حال إعادة انتخابه، سيخفض سن الاستفادة من السكن إلى 27 عامًا، في خطوة تهدف إلى توزيع الثروة بشكل أكثر عدلاً على كافة المواطنين.
كما أكد المترشح الحر، على أن استعادة هيبة الدولة. واسترداد الأموال والأملاك المنهوبة ستظل من أولويات حكومته، كاشفا أن 51 مؤسسة اقتصادية كانت تحت سيطرة العصابة السابقة. قد بدأت في تشغيل أبناء الشعب.
وأشار تبون، إلى أن الدولة ستواصل تبني سياسة الحماية الاجتماعية تجاه المواطنين. وأنه سيعمل على تحقيق نسبة تمثيل الشباب في البرلمان القادم بنسبة 50%.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، شدد عبد المجيد تبون، على أن سياسة الجزائر ستظل ثابتة تجاه القضايا الفلسطينية والصحراء الغربية مهما كانت التحديات.
وأوضح المتحدث، أن “قضية فلسطين أولوية الأولويات. وقضية الصحراء الغربية لن نتخلى عنها لغاية تقرير المصير”، وأضاف: “من يريد أن يقيم حسابه لوحده، ومن يريد تزوير التاريخ فليتفضل. والدولة الصحراوية ستقوم إن شاء الله”.
أوشيش يتعهد ببناء دولة قوية تعزز مؤسساتها على أساس الشرعية التي تعبر عن إرادة الشعب
تعهد يوسف أوشيش، مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، للانتخابات الرئاسية، خلال تجمع انتخابي في مدينة غرداية. ببناء دولة قوية تعزز مؤسساتها على أساس الشرعية التي تعبر عن إرادة الشعب.
وفي لقاء حاشد جمعه بمناضلي الحزب ومؤيديه في المركز الثقافي “أبو اليقظان”، في إطار الحملة الانتخابية، أكد أوشيش، أن إنشاء مؤسسات قوية وفعالة. يتطلب تضافر جهود جميع الجزائريين في عملية اختيار ممثليهم، وأشار إلى أن “هذه المشاركة الواسعة. ستساهم في ترسيخ الديمقراطية، وتعزيز القدرة التمثيلية لهذه المؤسسات”.
وأوضح مرشح (الافافاس)، أن الانتخابات المقبلة تمثل “فرصة ذهبية” للشعب الجزائري لتحقيق التغيير المنشود، داعياً المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في انتخابات 7 سبتمبر لتحقيق رؤية مستقبلية لجزائر أقوى. وأضاف أن “هذا التوجه يتماشى مع استراتيجيته، لبناء مؤسسات تلتزم بتطلعات الشعب، وتكون قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية”.
وفيما يتعلق ببرنامجه الانتخابي، قدم أوشيش، رؤية شاملة تركز على توفير الظروف الملائمة لخلق فرص عمل في جميع مناطق البلاد. مع الأخذ في الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية لكل منطقة، وأكد أن “برنامجه يهدف إلى إعادة الأمل لجميع الجزائريين، خاصة الشباب، من خلال تنفيذ حلول “قابلة للتنفيذ” تصب في مصلحة الوطن”.
وفي الشأن الاجتماعي، تعهد المتحدث ذاته، بزيادة الأجر الوطني الأدنى المضمون. وتعزيز المنح العائلية، مما سيساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد اعتبر أن الوقت قد حان للانتقال من سياسة الريع إلى سياسة تنويع الاقتصاد. وأوضح أن “هذا يتطلب خلق بيئة ملائمة للاستثمار وتنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة. مما سيساعد في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الثروة الوطنية”.
كما أكد المترشح أوشيش، أن برنامجه الرئاسي “رؤية”، يُشجع لثقافة متفتحة على العالم ومتمسكة بأصالتنا وعاداتنا”، داعيا كافة سكان غرداية، للالتفاف حول برنامجه. الذي “يؤسس ويُنظّر لبناء جزائر على مبادئ النهضة، والإشعاع الثقافي والفكري، والتنمية الاقتصادية”.
حساني: “برنامجنا الانتخابي يعالج الاختلالات التي عانت منها البلاد ويحقق تطلعات وطموحات الجزائريين”
أكد عبد العالي حساني شريف، مرشح حركة مجتمع السلم (حمس) للانتخابات الرئاسية، أن برنامجه الانتخابي. يهدف إلى معالجة كافة الاختلالات التي عانت منها البلاد، والتي حالت دون تحقيق تطلعات وطموحات الجزائريين.
وفي تجمع شعبي أقيم في ولاية غليزان، في إطار الحملة الانتخابية، أشار حساني شريف، إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون حاسمة، وذلك في ظل الوضع الدولي والإقليمي المضطرب والمعقد. الذي يشهد تدخلات ومخططات تستهدف سيادة الشعوب، وتفكيك الدول وإضعافها، فضلاً عن انتهاك ثرواتها.
وشدد المتحدث، على أن الجزائر تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الموقف يجعلها في مقدمة الصفوف دفاعاً عن هذه القضية العادلة. وأضاف أن الجزائر تدعم جميع القضايا العادلة، وهو ما يثير حفيظة أعدائها ويدفعهم إلى تبني مواقف عدائية تستهدف بلادنا.
وأكد مرشح (حمس) أن الانتخابات يجب أن تعكس تلاحم الجزائريين حول سلطة تحظى بشرعية الشعب. لكي تكون قادرة على مواجهة المخططات المعادية، وأوضح أن الأعداء والخصوم يتربصون بالجزائر. ويعملون على تصويرها وكأنها تتخلى عن وطنها.
وأوضح حساني شريف، أن برنامجه يحمل مشروعاً، يوفر فرصة وأملاً للجزائريين. لتعزيز التعددية السياسية، وجعل الشعب يتحد في صف واحد للحفاظ على الدولة، وأشار إلى أن التنافس على السلطة. هو من مظاهر الديمقراطية الحقيقية والتعددية، مما يعزز من قوة البلاد في مواجهة التحديات الراهنة.
وفي تجمع آخر بالشلف، قال المتحدث ذاته، أن برنامجه الانتخابي في شقه الاقتصادي “ذو طابع اجتماعي تضامني وتكافلي متنوع ومستدام. يحقق الرفاه، محوره العنصر البشري ومنهجه المشاركة”، بالإضافة الى خلق “بيئة جاذبة للاستثمار ومنتجة للثروة”.
من جهة أخرى، تطرق حساني شريف، الى مضمون برنامجه الانتخابي في شقه الاجتماعي. ملتزما بـ “دعم القدرة الشرائية للمواطن، والاهتمام بالفئات الهشة ومراجعة معاشات التقاعد. مع اعتماد منظومة وطنية لتحديد مستويات وأشكال الدعم”.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال