شدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التأكيد أن القضية الفلسطينية بحاجة اليوم لأمة عربية موحدة وقوية، تتقدم صفوف المناصرين لها، وتكون أول المرافعين لصالحها، وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-الصهيوني، مشيرا الى أن “الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن، على تمكين القضية الفلسطينية من استعادة مكانتها المركزية. كأقدم قضية على جدول أعمال المنظمة الأممية”.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، خلال افتتاح أشغال الدورة الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بعاصمة البحرين المنامة، أبرز رئيس الجمهورية، أن “القمة العربية تلتئم اليوم في ظرف دولي صعب. وظرف إقليمي أصعب بكثير، فالأزمة الحادة التي ألمت بمنظومة العلاقات الدولية قد أصبحت واقعا معاشا، يرمي بإفرازاته ومخلفاته وتداعياته على العالم بأسره، دون تمييز أو تفريق”.
وأكد الرئيس تبون، “أن المنطقة العربية هي الأخرى تمر بمرحلة مفصلية، مرحلة مثقلة بالتحديات والأزمات. ومرحلة تتجسد صعوبتها وتتجلى خطورتها فيما يتربص بأهلنا في غزة من تهديدات وجودية. وفيما تواجهه القضية الفلسطينية برمتها من أخطار التصفية المحدقة بها”.
وشدد الرئيس الجزائري، أن “قضيتنا المركزية أحوج ما تكون اليوم لأمة عربية موحدة وقوية، تتقدم صفوف المناصرين لها. وتكون أول المرافعين لصالحها، وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة. كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي-الصهيوني”.
وأضاف: “العجز الذي أصاب آليات العمل الدولي متعدد الأطراف، وعلى رأسها منظمتنا الأممية، وجهازها المركزي المتمثل في مجلس الأمن. ما هو إلا مؤشر من مؤشرات هذه الأزمة الحادة، التي ما فتئت ترهن حاضر ومستقبل السلم والأمن والتنمية والرخاء في المعمورة قاطبة”.
الجزائر منذ انضمامها لمجلس الأمن عملت بكل إخلاص على استعادة زخم القضية الفلسطينية
وذكر رئيس الجمهورية، أن “الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة، ووفاء وإخلاص، على تمكين القضية الفلسطينية من استعادة مكانتها المركزية. كأقدم قضية على جدول أعمال منظمتنا الأممية، وكأبرز قضية تستدعي تصدر أولويات المجموعة الدولية. وكأهم قضية يستوجب الإيمان بها تعبئة الجهود وحشدها من أجل نصرتها على الوجه اللائق بمقامها في وجدان شعوبنا وواقع دولنا”.
وفضلا عما تمليه المرحلة الراهنة من أولويات تكثيف الضغوط لوضع حد للعدوان الصهيوني. وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ووقف التهجير القسري للفلسطينيين، فإننا في الجزائر –يقول الرئيس تبون- نعتقد تمام الاعتقاد أن ما بعد الحرب على غزة ينبغي أن يكون مغايرا ومختلفا تمام الاختلاف عما قبلها. وأن ما بعد الحرب على غزة يقتضي لم الصفوف وتوحيد الطاقات وتعبئة الجهود، من أجل بعث حل الصراع على أسس عادلة ودائمة ونهائية، طبقا لما التفت حوله المجموعة الدولية من مراجع وضوابط وشرعية ثابتة. وأن ما بعد الحرب على غزة يجب أن يفضي لا محالة إلى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، المتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة وسيدة دون أي قيود أو شروط أو معوقات”.
ومن هذا المنطلق، أكد رئيس الجمهورية أن “الجزائر ترحب أيما ترحيب بالزخم المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين. وبالدعم المتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة”.
وقال: “إن القرار التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة لمنظمتنا الأممية بهذا الخصوص منذ أيام قلائل. ليجسد في مضمونه وفي مراميه حقيقة تاريخية. وهي الحقيقة الدامغة التي أدركتها أخيرا المجموعة الدولية برمتها، فجوهر الصراع الفلسطيني-الصهيوني يكمن في تقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وحل هذا الصراع لن يتأتى إلا عبر إنجاز هذا المشروع، والتعجيل بقيام الدولة الفلسطينية”.
كما طالب الرئيس تبون، مجددا. مجلس الأمن بـ “إعادة النظر في ملف عضوية دولة فلسطين. استدراكا لما فوته على نفسه وفوته على المجموعة الدولية بأسرها من فرص لإنصاف الشعب الفلسطيني وإحقاق حقوقه”.
الأوضاع في المناطق العربية الأخرى بحاجة إلى دور عربي بارز يطفئ الفتنة ويدرأ التهديدات
وبخصوص الأوضاع في السودان، ليبيا واليمن، وفي باقي ربوع الوطن العربي المحرومة من نعمة الأمن والاستقرار، أكد رئيس الجمهورية أنها “بحاجة هي الأخرى إلى دور عربي بارز يسهم في إطفاء فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. ويدرأ عنهم ما يتربص بهم من تهديدات وأخطار، جراء التدخلات الخارجية التي تزداد توسعا وحدة وشراسة”.
وفي الختام، أشار رئيس الجمهورية إلى أن “نجاعة العمل العربي المشترك وفعاليته في هذا الظرف بالذات. وما يتسم به من تحديات جسيمة، تعيد إلى واجهة الأولويات ملف إصلاح جامعة الدول العربية. وتقويم أساليب عملها، إصلاح يتقوى الإحساس بضرورته. وإصلاح باتت تتوسع رقعة المطالبة به، وإصلاح أضحت مواطنه تتضح للجميع”.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال