أعلن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن الرئيس عبد المجيد تبون، قد تم اطلاعه مسبقًا من قِبَل نظيره الفرنسي، على موقف هذه الأخيرة الجديد بشأن قضية الصحراء الغربية. وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في 13 جوان الماضي على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا.
وفي ندوة صحفية عقدها اليوم الاربعاء، بمقر وزارة الخارجية، أكد عطاف، أن الرئيس تبون، كان حازمًا في رده على الموقف الفرنسي. مشيرًا إلى أن هذا الموقف لا يقتصر على تكرار مواقف سابقة، بل يتجاوزها بشكل كبير، معتبراً أن هذه الخطوة لن تسهم في إعادة إحياء المسار السياسي للقضية الصحراوية. بل ستزيد من تعميق الأزمة الراهنة التي تعيشها القضية.
موقف فرنسا يعمق الانسداد ولا يخدم جهود الأمم المتحدة
وأكد وزير الخارجية الجزائري، أن الموقف الفرنسي الجديد لا يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة. بل يتعارض مع الاتجاه الذي تسعى إليه المنظمة الدولية في حل النزاع. وأضاف أن هذه الخطوة الفرنسية لن تساعد في دفع عملية السلام إلى الأمام بل ستزيد من تأزم الوضع.
ثلاثة تداعيات رئيسية في الموقف الفرنسي تجاه الصحراء الغربية
وفي ندوته الصحفية، قام وزير الخارجية، بتلخيص التداعيات السلبية للموقف الفرنسي الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، بثلاث نقاط رئيسية. وأوضح أن هذه الخطوة ستسهم في تعميق حالة الجمود السياسي التي تعاني منها عملية السلام في الصحراء الغربية، والتي نجمت عن مقترح المغرب للحكم الذاتي. وأضاف أن الموقف الفرنسي يعد بمثابة وأد لأي حلول سياسية بديلة للنزاع، ويصب في دعم شرعنة الاحتلال في الصحراء الغربية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تعد محاولة لكسب الوقت وتكريس الأمر الواقع، مما يفرض ضغوطًا إضافية على المجتمع الدولي.
سحب السفير الفرنسي وتخفيض التمثيل الدبلوماسي ليس إلا خطوة أولى
كما أوضح الوزير عطاف، أن الجزائر قررت اتخاذ خطوة أولى في التعبير عن استنكارها للموقف الفرنسي. من خلال سحب سفيرها من باريس، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي.
وفي رده على سؤال حول الخطوات المقبلة، أكد المتحدث، أن الجزائر تقوم بتقييم تداعيات الخطوة الفرنسية. وستتخذ الإجراءات اللازمة التي تعبر من خلالها عن رفضها لهذه الخطوة الخطيرة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء الغربية.
وأشار عطاف، إلى أن “هذه الخطوة الفرنسية. لم تساهم بشكل إيجابي في تعزيز زيارة الدولة للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس”. وأضاف أن “هذه الخطوة لا يمكن أن تؤثر على الطابع السياسي للقضية الصحراوية”، مؤكدًا موقف الجزائر الثابت في هذا الشأن.
أمن الجزائر لا ينفصل عن أمن الساحل ولن نقبل بالحل العسكري في مالي
وفيما يخص الأوضاع في منطقة الساحل، شدد وزير الخارجية. على أن الجزائر لا يمكنها تجاهل ما يجري في الساحل، مؤكداً أن “أمن الجزائر من أمن المنطقة”.
وأكد في ندوته الصحفية، أن الجزائر ترفض الحلول العسكرية للصراع في مالي. وتؤكد أن الحل الوحيد الممكن هو الحل السياسي بين الأشقاء، وأشار إلى أن اتفاقية الجزائر للسلام في مالي حافظت على سيادة الشعب المالي ووحدة أراضيه. محذرًا من أن التخلي عن هذه الاتفاقية سيضر بالاستقرار ويعيد المنطقة إلى دوامة الحرب الأهلية.
الجزائر تدين بشدة اغتيال قيادي “حماس” إسماعيل هنية
أدان وزير الخارجية أحمد عطاف، بشدة حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، في طهران، واصفاً العملية بالإرهابية والشنيعة.
وأكد في ندوته الصحفية، أن الجزائر تدين هذا العمل الذي نفذته قوات الاحتلال الصهيوني. مشيراً إلى أن هذه الخطوة تستهدف زعزعة استقرار المنطقة وإدخالها في دوامة من الحروب، حيث أن المستفيد الوحيد هو الاحتلال الصهيوني. بينما الخاسر الأكبر هو أمن واستقرار المنطقة.
كما قدم الوزير، تعازي الجزائر الخالصة للشعب الفلسطيني الشقيق. مؤكداً تضامن الجزائر الكامل معه في مواجهة هذه المحنة.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال