عاد أمس، النادي المغربي نهضة بركان أدراجه مستصحبا معه استفزازاته واختراقاته للقوانين، ومحاولاته التدليسية بين الرياضة والسياسة، فلا هو نافس في الرياضة -ربما لكونه كان يتوقع النتائج مسبقا- ولا هو مارس السياسة بفنونها ودبلوماسيتها. وبعد أن أدرك جيدا هو. ومن كان وراءه أن الجزائر ليس كما يظنها، وأن مبادئها ومواقفها مثلها مثل قراراتها سيادية لا رجعة فيها.
اتحاد العاصمة نادي عريق كان من أحد أكثر الأندية التي قدمت شهداء ابان ثورة التحرير الجزائرية. وها هو الآن يؤكد أنه لا زال على مبادئه معتبرا السيادة الوطنية فوق كل اعتبار.
جماهير اتحاد العاصمة بصفة خاصة والجماهير الجزائرية بصفة عامة، اجتمعت على رأي واحد مفاده أن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمس ولا يقترب منه مهما كلف الأمر.
قرارات الكاف تثير التساؤلات فهل هي مختطفة؟
قرارات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وعدم تصرفه بحزم ووفق ما تقتضيه قوانين الهيئة الكروية القارية، في هذه القضية يثير عديد التساؤلات، رغم أن القوانين واضحة في هذا الشأن، كونها تمنع منعا باتا استعمال الشعارات السياسية أو الخرائط على الأقمصة في المنافسات الرسمية.
حيث تنص المادة 16 من الفقرة 11 من قوانين الكاف، على أنه في “حال انسحاب فريق من المنافسة أو عدم حضوره إلى المباراة أو يرفض اللعب أو يغادر أرضية الميدان قبل انتهاء المقابلة دون تلقي الموافقة من طرف الحكم. فيتم اعتباره خاسرا ويتم إقصاؤه نهائيا من المنافسة”.
وعلى الرغم من أن كل الظروف كانت مواتية بالمركب الأولمبي -محمد بوضياف- بالجزائر العاصمة لإجراء لقاء ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية. بشكل عادي وفي أحسن الظروف، إلا أن النادي المغربي، تعمد الغياب ومصرا على اللعب بأقمصة تحمل إشارات وأشكال سياسية، خريطة وهمية غير معترف بها أصلا لدى هيئة الأمم المتحدة. والتي تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وهو أمر مناف تماما للشرعية الدولية فما بالك للقوانين الرياضية.
كما ينص القانون 4 للفيفا المتعلق ببذلات الفرق على أن “البذلة لا تمثل أي شعار، كتابة أو صورة ذات طابع سياسي، ديني أو شخصي. اللاعبون ممنوعون من إظهار شعارات، رسائل أو صور سياسية، دينية أو فردية أو إشهارية في البذلة الداخلية. باستثناء شعار الشركة التي تصنع الألبسة. وفي حال مخالفة القوانين فستتم معاقبة اللاعب و/أو الفريق من طرف منظم المنافسة أو من الاتحاد الوطني أو من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)”
وحسب المادة 50 من الميثاق الأولمبي (الفقرة 2) فإن “أي شعار أو دعاية سياسية، دينية أو عرقية. غير مسموح بها في مكان أو موقع أو أي منشأة أولمبية.
وبذلك يكون رفض الاستئناف الذي تقدمت به الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، سقطة أخرى من سقطات “الكاف”. في وقت أصبح الكثير يطرح التساؤل، هل أن أعلى هيئة كروية في افريقيا أصبحت “مختطفة”؟ ويبدو ان العديد من المؤشرات الواقعية تبرر هذا التساؤل الى ان يثبت العكس.
ممثلو الكاف حاولوا منع لاعبي الاتحاد من دخول أرضية الميدان
وفي مؤشر من هذه المؤشرات التي لا تكاد تجد لها تفسيرا، ما حدث أمس، بملعب خمسة جويلية الأولمبي. اين حاول ممثلو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منع لاعبي اتحاد العاصمة من دخول أرضية الميدان، غير أن لاعبي الإتحاد أصروا على الدخول. وذلك ما أكده رئيس مجلس إدارة اتحاد الجزائر “كمال حسينة”. من خلال تصريحاته التي جاء فيها “الفريق حضر كما يجب للمباراة. وفي الأخير حاول ممثلو “الكاف” منع عناصرنا من دخول أرضية الميدان”. وأضاف ذات المتحدث: “اتحاد العاصمة رفض ذلك. وأصر على النزول الى أرضية الميدان غير مبالين بعدم دخول الفريق الضيف”
وأكد رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد العاصمة حسان حسينة، أن القرار الذي اتخذه الفريق برفض مواجهة نهضة بركان في الدور نصف النهائي. بقميصه الذي يحتوي على الخريطة الوهمية والباطلة. هو قرار كل الجزائريين.
وقال حسينة، في تصريحات عقب قرار “الكاف” بإلغاء مواجهة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية، “القرار الذي اتخذناه هو قرار كل الجزائر شعبا و دولة”
وأضاف: “لا نبالي بأي أحد و مبادئ السيادة الجزائرية فوق كل اعتبار”. وتابع ” استقبلنا وفد نهضة بركان احسن استقبال. ووفرنا لهم كل الظروف اللازمة”، قبل أن يختتم: “رفضنا رفضا قاطعا تواجد شعار الخريطة على قميص المنافس”.
الإتحاد سيلجأ الى “الفيفا” وسيدافع عن حقه حتى آخر رمق
اتحاد العاصمة وفي حال قوبل بأي عقوبة من طرف “الكاف”، فانه من دون شك لن يسكت على حقه. وسيلجأ الى الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وفي هذا الصدد أكد المدير الرياضي لاتحاد الجزائر، توفيق قريشي، للصحافة قائلا: “فريقنا تواجد فوق أرضية الميدان في موعد المباراة كما كان مقررا له، إلا أن الخصم رفض اللعب. وفضل البقاء في غرف تغيير الملابس. حتى ثلاثي التحكيم، رفض الدخول الى أرضية الميدان. وهو ما يخالف كل القوانين المسيرة للمنافسات الكروية وتنظيمات (كاف) و(فيفا)”.
وأضاف قريشي، قائلا: “عملا بالتنظيمات المتعلقة بتسيير منافسات الاندية، فإن اتحاد الجزائر يعتبر متأهلا على البساط في انتظار ترسيم هذا القرار من طرف الهيئة القارية في الأيام المقبلة. وعلى الاتحادية الجزائرية اتخاذ الإجراءات الضرورية. لقد سبق للكونفدرالية الافريقية وأن واجهت مثل هذه الحالة خلال منافسات الأندية. وتعاملت مع أمور مماثلة”.
قريشي طالب من مدير منافسات “الكاف” المصري شنودة، أن تظهر الهيئة الإفريقية الاحترام للجزائر وسيادتها. وقال في هذا الشأن: ” هذا البلد له سيادته ويجب احترامها”. وأضاف “يجب احترام هذا البلد.”
وسيرتكز اتحاد الجزائر، على قانون مسابقات كأس الكاف بشأن رفض ناد اللعب، على اعتبار أن اتحاد الجزائر دخل أرضية الميدان دون نادي نهضة بركان. ليطلب رسميا إعلان تأهله. وهو ما سيحرج “الكاف” على اعتبار أن لجنة المسابقات داست منذ البداية على القانون. واعتمدت قمصان نادي نهضة بركان المغربي ذات البعد السياسي، رغم تعارضها مع قانون الكاف والفيفا والمشرع الدولي.
أما “الفاف”، فراسلت حسب جريدة “الخبر” محكمة التحكيم الدولي بلوزان، لتطلب النظر في القضية بطابع استعجالي قبل موعد إياب نصف النهائي أو على الأكثر النهائي. من أجل إلغاء قرار لجنة مسابقات الكاف. ولجنة الاستئناف أيضا القاضي باعتماد قمصان لنادي نهضة بركان ذات البعد السياسي.
وستقدم “الفاف”، كل المواد القانونية. وخاصة لوائح المشرع الدولي لقوانين كرة القدم “بورد”. للقول إن الكاف تتخذ قرارات تعسفية مخالفة للمبادئ الأساسية التي ترتكز عليها قوانين كرة القدم. أبرزها وضع خريطة على قمصان الفريق المغربي غير معترف بها من أي هيئة دولية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال