تبنى مجلس الأمن الدولي أول أمس الاثنين، أول قرار له من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، عكس مرات سابقة استخدمت فيها حق النقض “الفيتو” وأسقطت قرارات مشابهة، القرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، و”يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
ومن جهة أخرى يواصل الكيان الصهيوني الغاشم وجنوده المتخصصين في قتل وابادة الأبرياء والعزل وإبراز عضلاته في المستشفيات أمام المرضى والجرحى حيث اعتقل جنود الكيان ما يفوق ال 500 شخص في يوم واحد في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، في حين أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 32 ألفا و333 شهيدا، و74 ألفا و694 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي.
بعد ثمانية أيام من محاصرة مجمع الشفاء الكيان يقتحم مستشفيي الأمل وناصر
صعد جيش الكيان الصهيوني في ال 24 ساعة الأخيرة من وتيرة عدوانه في قطاع غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر ومحاصرة مجمع الشفاء الطبي لليوم الثامن على التوالي كما اقتحم مستشفيي الأمل وناصر تزامنا مع شن غارات وقصف عدة مناطق، بما فيها رفح.
وخلفت الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، 32 ألف و333 شهيدا، و74 ألفا و694 مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى في تاريخها، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وما أثبت للعيان أن الكيان الصهيوني لا يمارس حربا في قطاع غزة وانما يسعى لإبادة شعبها كليا هو استخدامه التجويع كسلاح حرب ولك بفرض قيود صارمة على دخول المساعدات وفي حال دخولها فإنه يقوم بقصف المدنيين الذين يسعون لكسب لقمة يسدون بها رمقهم ويبعدون بها خطر الموت بالجوع، حيث اشارت العديد من التقارير للمنظمات الأممية أن سكان القطاع يعانون من أزمة غذاء خانقة لم يسبق لها مثيل في المنطقة.
قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار يلقى ترحيبا دوليا واسعا
تبنى مجلس الأمن الدولي أول أمس الاثنين، أول قرار له من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، عكس مرات سابقة استخدمت فيها حق النقض “الفيتو” وأسقطت قرارات مشابهة، القرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، و”يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
هذا وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح “وقف إطلاق النار” في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت ثلاثة نصوص في مجلس الأمن في هذا الإطار، كما استخدمت روسيا والصين، الجمعة الماضي، حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي، دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفا “فوريا” لإطلاق النار في غزة ربطا بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع، النص الأميركي الذي أسقطه الـ”فيتو” لم يدع بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ”نفاق” الولايات المتحدة.
هذا ولاقى قرار مجلس الأمن الدولي ترحيبا دوليا واسعا حيث دعت العديد من الدول الى الضغط على الكيان من أجل تطبيق القرار ووقف المجازر في غزة في أقرب وقت ممكن حفظا لدم الشعب الفلسطيني البريء.
حماس ترحب بقرار مجلس الأمن وتوكد على ضرورة التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار
ورحبت حركة حماس بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنها أكدت في بيان ضرورة “الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها”.
كما أعلنت الحركة عن استعدادها للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين، وأكدت أيضاً أهمية “حرية حركة المواطنين الفلسطينيين ودخول كل الاحتياجات الإنسانية لجميع السكان، في جميع مناطق قطاع غزة، بما فيها المعدات الثقيلة لإزالة الركام”، داعية مجلس الأمن للضغط على الاحتلال “للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة”
قطر “نأمل أن يكون القرار خطوة نحو وقف دائم للقتال”
رحبت دولة قطر بقرار مجلس الأمن معربة عن أملها في أن يمثل خطوة نحو وقف دائم للقتال في القطاع، لا سيما في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها المدنيون، بمن فيهم الأطفال والنساء.
وشددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، على ضرورة الالتزام بتنفيذ القرار خاصة وقف القتال، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق إلى مناطق القطاع كافة، والانخراط بإيجابية في المفاوضات الجارية، مؤكدة في هذا السياق استمرار وساطة دولة قطر، بالتعاون مع الشركاء، لوقف الحرب على غزة، ومعالجة تداعياتها الإنسانية.
كما جددت الخارجية القطرية التعبير عن “موقف دولة قطر الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
فرنسا تطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن حول غزة بشكل كامل
من جانبه، رحب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الاثنين، بقرار مجلس الأمن حول غزة، مشددا على “وجوب تنفيذه بشكل كامل”، حيث كتب سيجورنيه على منصة “إكس”: “أرحب بتبني قرار مجلس الأمن حول الشرق الأوسط. إنه يطلب وقفا مستداما لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ينبغي تطبيقه بشكل كامل”.
الجزائر تؤكد عزمها طرح مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
أكد مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الاثنين، أن الجزائر تحضر لخطوة تالية في مجلس الأمن الدولي تخص الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل الحقوق في الهيئة الأممية، وقال بن جامع عقب التصويت على قرار في مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة، إن “الجزائر ستعود قريبا لتخاطب مجلس الأمن، مرة أخرى، حتى تكون دولة فلسطين في مكانها الطبيعي، عضوا كاملا في الأمم المتحدة”
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال