تتواصل فعاليات معرض الخط العربي والزخرفة و المنمنمات والذي حمل شعار “أصالة وإرتقاء”، بقصر الثقافة مفدي زكريا، من تنظيم “النادي الجزائري للخط العربي والزخرفة والمنمنمات” وبالتنسيق مع مؤسسة “آفاق للفنون والمعرفة”.
محمد بن قنيف:”نسعى من خلال هذا المعرض لنشر الفن الإسلامي الأصيل وإتاحة الفرصة للموهوبين للتألق والتميز”
وتعتبر هذه التظاهرة الثانية من نوعها، حسب ما أكده لنا رئيس النادي الخطاط محمد بن قنيف، والتي ضمت خيرة الخطاطين من مختلف أنحاء الوطن ممن لهم صدى دولي وصيت عالمي أمثال امحمد صفار باتي، وعبد الرحمان مولاي والمزخرفة آمال ضيف الله.
وعن مدى نجاح الطبعة السابقة يقول بن قنيف: “عرفت الطبعة نجاحا وأثرا إيجابيا وبرزت عدة مواهب في الخط العربي، أما الطبعة الحالية فقد ضمت أكثر من 56 فنان، وتم عرض أكثر من 110 لوحة فنية تنوعت بين الخط العربي والزخرفة والمنمنمات”.
كما تميزت هذه الطبعة يضيف ذات المتحدث بفتح المجال للأطفال ممن يملكون مواهب في الخط والزخرفة، وقد تم تخصيص جناح للفنانين المبتدئين لعرض لوحاتهم لأول مرة وذلك لإعطائهم فرصة لإبراز مواهبهم.
وعن مكانة الخط العربي في المجتمع الجزائري تحدث بن قنيف عن تاريخ هذا الفن الإسلامي الذي ترعرع في حضن الدولة العباسية وازدهر في ظل الدولة العثمانية حيث برز خطاطين متميزين واستحدثت عدة أنواع من الخط على غرار الخط الديواني وخط الرقعة.
كما أوضح رئيس النادي عن غنى التراث الجزائري بهذا الموروث خاصة منه الخط العربي الأصيل، والذي طمس إبان الاستعمار الفرنسي، ولم يحظى الخط العربي بالمكانة اللائقة به بعد الاستقلال يضيف بن قنيف.
ويهدف هذا المعرض حسب محدثنا إلى نشر ثقافة الفن الإسلامي بين الجماهير، وإعطاء فرصة للطاقات الشبانية للتألق والتميز ،وللإشارة فقد شارك الخطاط محمد بن قنيف بخمس لوحات، وهويدير نادي الخط العربي والمنمنمات الذي يكوّن حوالي 40 تلميذ ويشرف عن تنظيم مسابقتين وطنيتين في فن الخط والزخرفة.
تحسين الكتابة مبادرة أطلقها نادي الخط العربي يشرف عليها الخطاط ابراهيم شبايكي
من المبادرات التي أطلقها نادي الخط العربي والمنمنمات، حصة خاصة بتلاميذ الصف الابتدائي يشرف عليها الخطاط إبراهيم شبايكي.
وفي ذات السياق يقول الخطاط شبايكي: “لا حظنا تدهور مستوى الكتابة لدى الكثير من التلاميذ، ووعيا منا بأهمية الخط في التحصيل العلمي، فتحنا دورات تكوينية وخصصنا حصة لتلاميذ الصف الابتدائي، لتعليم الخط وتفاجأنا بعدد الراغبين في هذا التكوين “.
وعن بدايته في فن الخط العربي، أوضح شبايكي أنه منذ الصغر اهتم بالرسم الكاريكاتوري، واكتشف موهبته في الرسم في مرحلة التعليم المتوسط، وساعده سفره للشارقة للإطلاع على مختلف الفنون المتعلقة بالخط العربي، ولدى عودته للجزائر التحق بنادي الخط العربي ليدعم معارفه ويعزز تكوينه على يد أحسن الخطاطين في الجزائر والعالم العربي، على غرار خطاط المصحف الشريف، وشيخ الخطاطين كما يطلق عليه، محمد السعيد الشريفي، والخطاط ذو الصيت الدولي امحمد صفار باتي، والخطاط مولاي عبد الرحيم الذي ابتكر الحساب الذهبي وتألق في عدة مسابقات دولية.
وعن اللوحات المعروضة فقد أكد شبايكي أنها اشتملت على مختلف أنواع الخط العربي، كالخط المغربي والديواني وخط النسخ والثلث، بالإضافة إلى مختلف الزخارف والمنمنمات التي أبدعت فيها المرأة وتميزت في نسج تفاصيلها.
امحمد صفار باتي… الخطاط الذي كرمه الرئيس التركي، وأحرز عدة جوائز عالمية
الخطاط امحمد صفار باتي من الخطاطين الشباب الذين تميزوا داخل وخارج الوطن، وهومن مواليد 1971 حاصل على شهادة ليسانس في علم النفس، يعمل كخطاط محترف، شارك في أكثر من 50 معرضا في مختلف دول العالم، واختير ضمن لجنة التحكيم لأول مهرجان دولي للخط العربي، كما ساهم في انجاز خطوط جامع الجزائر الاعظم، وقد تم تكريمه من طرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة الإمارات العربية وشخصيات أخرى.
وفي لقاءنا مع هذه الشخصية المتميزة أكد لنا الخطاط امحمد صفار باتي أن نجاح هذه الطبعة من معرض الخط العربي والزخرفة فاق كل التوقعات وفي هذا الصدد أكد لنا قائلا”تضمنت هذه التظاهرة ثلاثة محاور، ويتعلق الأمر باللوحات المعروضة من طرف الأساتذة والخطاطين المحترفين وكذا الفنانين المختصين في المنمنمات والزخرفة، والمجال الثاني تم فتحه لطلبة النادي، فيما فتحنا مجال آخر لفنانين الذين عرضوا أعمالهم لأول مرة”.
وعن الهدف من تنظيم المعرض، اعتبره صفار باتي فرصة لتوسيع رقعة المهتمين بالخط العربي ولم شمل الخطاطين وهيكلة عملهم في إطار منظم، على المستوى الرسمي لإعادة بث الذوق السليم والحس الفني الراقي.
وعن مكانة الخط العربي في المجتمع الجزائري يرد ذات المتحدث قائلا “رغم أنه تم تغييب الفنون الأصيلة في الجزائر في فترة معينة لكن في السنوات الأخيرة نلمس انتعاشا لهذا الفن المتجذر في تاريخ المجتمع الجزائري، لأنه مبني على قيم حضارية وهو يجمع بين الجمال وخدمة القرآن الكريم، والإقبال المتزايد على هذا الفن ماهو إلا دليل على أن الخط العربي يسترجع أنفاسه.
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال