يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة التي يشنها على أبرياء غزة وذلك رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الاثنين، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثوله للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
ويواصل جيش الكيان الصهيوني الغاشم ارتكاب أفظع الجرائم في حق المدنيين العزل تحت أنظار العالم والمجتمع الدولي الذي عجز عن قول كلمة الحق ونصرة الأطفال والمستضعفين الذين لا ذنب لهم فيما يحدث داخل القطاع، فجرائم الكيان الصهيوني أصبحت مرفوضة من حتى من بني جلدته الذين ينظمون مظاهرات حاشدة مطالبة بوقف إطلاق النار وابرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية التي أبدت استعدادها في العديد من المناسبات للتفاوض شرط الموافقة على مطالبها المتمثلة في ادخال المساعدات ومغادرة قوات الاحتلال لقطاع غزة بصفة كاملة.
هذا ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 178، مع تجاوز عدد الشهداء، منذ بداية الحرب 32 ألفاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، مع سقوط أعداد مهولة من الجرحى والمصابين الذين يعانون الأمرين من سوء تغذية من جهة ونقص فادح في المستلزمات الطبية من جهة أخرى.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بقصف خيام للصحافيين والنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى، سقط خلالها شهداء وجرحى، فيما عبّر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان عن إدانته المجزرة، داعياً كل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ذات العلاقة بالعمل الصحي والطبي إلى إدانة هذه الجريمة، فيما حمّل الإدارة الأميركية والاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عنها.
غريفيث “توزيع المساعدات بغزة دون الأونروا محكوم بالفشل”
قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن أي جهد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بدون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) “محكوم عليه بالفشل”.
وأضاف المسؤول الأممي أنه “لا توجد وكالة غير الأونروا تتمتع بنفس القدر من ثقة المجتمع الدولي لتقديم المساعدات في غزة”، قائلا “يجب أن تتوقف محاولات تهميش الأونروا”.
الكيان يضرب التحذيرات الدولية عرض الحائط ويخطط لإجتياح رفح
رفضت العديد من الدول حتى تلك الحليفة للكيان الصهيوني أي عملية عسكرية في رفح قد تؤدي الى كارثة إنسانية غير مسبوقة خاصة وأن المنطقة تحتوي على حوالي مليون ونصف المليون نازح فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال والمدنيين العزل.
لكن جيش الكيان وكعادته دائما ما يتحجج بأشياء لا تمد بأي صلة للواقع خاصة وأنه أكد أن مدينة رفح الحدودية مع مصر باتت المأوى الوحيد للمقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، رغم أن الكيان الصهيوني لا زال يواجه مقاومة عنيفة من المقاومين الفلسطينيين في مناطق أعلن فيها سيطرته عليها كشمال مدينة غزة أو قلب مدينة غزة ومدينة خان يونس.
هذا وأعلن المدعو “بنيامين نتنياهو”، مساء الأحد، أن كيانه وافق على الخطط العملياتية لاجتياح مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، رغم التحذيرات الدولية من أزمة إنسانية تتفاقم بالفعل في المدينة.
ويزعم ذات المتحدث أن رفح باتت “المعقل الأخير لحركة حماس”، ويصر على اجتياحها رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون فلسطيني في المدينة، غالبيتهم من النازحين.
وفي مؤتمر صحافي نشطه هذا الأخير قال فيه إن كيانه “وافق على الخطط العملياتية لاجتياح رفح”، وادعى أن “المعلومات التي حصل عليها مقاتلوه في عملية (مستشفى) الشفاء (غربي مدينة غزة) تساعدنا على تحديد مكان المسلحين”. وتابع “سندخل رفح ونقضي على حماس، وبدون ذلك لا نصر”.
ومضى قائلاً: “نعمل على إجلاء السكان قبل اقتحام رفح (…) وسندخل إلى المدينة رغم معارضة الرئيس الأميركي (جو) بايدن.
حماس “لم نتخذ قراراً بعد بشأن إرسال وفد لعقد مباحثات جديدة في الدوحة والقاهرة”
أكد مسؤول في حركة “حماس”، الأحد، أن الحركة لم تتخذ بعد قراراً بشأن ما إذا كانت سترسل وفدا إلى مفاوضات جديدة في الدوحة أو القاهرة بهدف التوصل إلى صفقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشمل وقفا لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.
وقال المسؤول في الحركة إنه “لا يوجد أي توجه ولا قرار في حماس حتى الآن لإرسال وفد لعقد جولة مفاوضات جديدة في القاهرة أو الدوحة”
وتسعى وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية في غزة، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
ويحتجز الكيان الصهيوني في سجونه ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، بينما تقدر وجود نحو 134 محتجزا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
الأونروا تدعو للضغط على الكيان من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن
دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني إلى زيادة الضغوط من أجل تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الملزم الذي يأمر الكيان الصهيوني بضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك مع توالي التحذيرات من المجاعة.
وقال لازاريني في منشور على منصة إكس إن القرار -الذي أصدرته محكمة العدل الدولية هو تذكير صارم بأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة هو من “صنع الإنسان”، وأنه آخذ في التدهور، وأوضح أن قرار المحكمة يحتم على إسرائيل التراجع عن موقفها والسماح بوصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة بشكل يومي وفتح معابر برية إضافية.
ودعا لازاريني إلى القيام بتحرك جريء لمنع المجاعة، مطالبا الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية بممارسة مزيد من الضغوط من أجل تنفيذ قرار المحكمة بحق الكيان الصهيوني.
كما طالب المفوض العام للأونروا الدول التي أوقفت تمويلها للوكالة بإعادة النظر في قراراتها والسماح للوكالة بالقيام بدورها.
وكان المفوض العام للأونروا قد كشف أن الكيان الصهيوني أبلغهم أنه لن توافق على إرسال قوافل غذائية إلى شمال قطاع غزة، مطالبا “برفع هذه القيود”
ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 137 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 137 منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حسب ما ذكره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وأوضح المكتب في بيان أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع الى 137 صحفيا، منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وذلك بعد ارتقاء الصحفي المصور الشهيد، عبد الوهاب عوني أبو عون الذي كان يعمل مع عدة وسائل إعلام.
وأشار البيان الى أن عبد الوهاب عوني أبو عون استشهد في قصف الاحتلال لمنزله بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، ويواصل الاحتلال الصهيوني استهداف الصحفيين الفلسطينيين بأبشع الوسائل والأدوات في سبيل إيقاع أكبر قدر ممكن من القتل والإرهاب بحقهم.
وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قيام طائرات الاحتلال مساء الاحد، باستهداف مركز للصحفيين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، والذي يضم خياما وأجهزة اتصالات خاصة بالتغطية الإعلامية، لحرب الابادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني منذ أكتوبر الماضي، لافتة الى أن هذا الاستهداف أدى إلى إصابة عشرة صحفيين بجروح مختلفة.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال