تزداد معاناة سكان قطاع غزة من يوم لآخر إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم ال 176 على التوالي، حيث صعد جيش الكيان في ال 48 ساعة الأخيرة من وتيرة عدوانه على المدنيين وأصبح يقر بقتلهم أمام العيان في ظل سكوت وتجاهل لهيئات المجتمع الدولي المكلفة بحماية أرواح المدنيين خلال الحروب، حيث أظهرت فيديوهات أذاعتها قناة “الجزيرة” جيش الاحتلال وهو ينفذ عمليتي إعدام على المباشر تجاه مدنيين أظهرتهما أشرطة الفيديو يمشون حاملين الراية البيضاء في إشارة منهم الى أنهم مسالمون وغير حاملين للسلاح، ليعلن جيش الكيان بعد ذلك أنه أعدم الفلسطينيين المدنيين وأخفى جثثهم بالجرافة متحججا بكون المدنيين يسيرين بطريقة مريبة وهو عكس ما أظهرته أشرطة الفيديو تماما.
وعلى الصعيد الدولي تبقى محكمة العدل الدولية تتجاهل مثل هذه الأدلة الملموسة في ادانة الكيان الصهيوني واثبات أنه يمارس الإبادة الجماعية في حق المدنيين خاصة وأن هذه العملية لا تعتبر الأولى من نوعها وجيش الكيان نفذ غيرها الكثير.
الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل فلسطينيين ودفن جثتيهما بواسطة جرافة
ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية أن جيش الكيان اعترف بقتل فلسطينيين ودفن جثتيهما بواسطة جرافة، بعد أن نشرت قناة “الجزيرة” مقطع فيديو للحادث، ونقلت الشبكة عن بيان لجيش الكيان أن الفلسطينيين اقتربا من منطقة العمليات وسط غزة “بطريقة مريبة”، وقال البيان إنه تم قتل الفلسطينيين وجرف جثتيهما “خشية أن يكونا حاملين متفجرات”
ما جاء في بيان جيش الكيان يدل ويؤكد عزم الاحتلال مواصلة ارتكابه للإبادة الجماعية الممنهجة في حق المدنيين دون الأخذ في عين الاعتبار القوانين الدولية التي تضرب عرض الحائط عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني الغاشم، فمحكمة العدل الدولية تماطل وتطالب في كل مرة المزيد من الأدلة من أجل ادانة الاحتلال الإسرائيلي رغم أن الأدلة في هذا الصدد متوفرة وبكيرة وباعتراف جنود الكيان الصهيوني الذين تخطوا كل الخطوط الحمراء دون حسيب أو رقيب.
آلاف الفلسطينيين يشاركون في مسيرة في نابلس نصرة وإسنادا لغزة
شارك آلاف الفلسطينيين لأول مرة منذ أشهر بمسيرة حاشدة خرجت مساء أول أمس الجمعة عقب صلاة التراويح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تنديداً بالمجازر الوحشية وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهالي غزة واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة بما فيها القدس المحتلة، حيث انطلقت المسيرة، التي دعت لها حركة حماس، من أحد مساجد نابلس صوب ميدان الشهداء في وسط المدينة.
وردد المشاركون هتافات تشيد بأداء المقاومة الفلسطينية في غزة، معبرين عن رفضهم لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي جرائمه هناك، في ظل خذلان عربي وإسلامي كبير، وصمت وتواطؤ دولي، ما أعطى الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة عدوانه، وفق المشاركين.
وتزامن وصول المسيرة إلى وسط مدينة نابلس مع تلبية العشرات من منتسبي “تجمع النقابات المهنية” الدعوة للمشاركة الفاعلة في وقفة التضامن مع قطاع غزة.
المقاومة في غزة تؤكد تمسكها بمبادئها الثابتة
أكدت حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان رفضهما لأي مشاريع سياسية تستهدف خلق واقع جديد على الأرض في قطاع غزة بعيدا عما وصفتهاه “بإرادة الشعب والمقاومة”.
جاء ذلك في بيان أصدرته الحركتين أول أمس الجمعة، عقب لقاء وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية بوفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة زياد النخالة في العاصمة الإيرانية طهران، تناول التطورات السياسية والميدانية الجارية والمتعلقة بالحرب على قطاع غزة وتداعياتها.
واعتبرت الحركتان أن مواصلة دعم إسرائيل عسكرياً وتوفير الغطاء السياسي “لجرائمها هو مشاركة في الجريمة الجارية في غزة”.
وحذرت الحركتان مما وصفتاه بـ”التواطؤ عبر الصمت حيال ما يجري”، وأكدتا في الوقت نفسه رفض أي مشاريع سياسية أو خطوات من شأنها خلق وقائع جديدة في غزة.
وشددت الحركتان على أن أي خطوة “يجب أن تكون نتاجاً للإجماع الوطني الكامل”، بحسب البيان.
أمريكا تواصل دعمها للكيان بالقنابل والطائرات
أجازت الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية إرسال قنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل رغم إعلان واشنطن مخاوفها من هجوم إسرائيلي متوقع على رفح يمكن أن يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني، ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية أن حزم الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة من طراز “إم كيه 84” تزن ألفي رطل و500 قنبلة من طراز “إم كيه 82” تزن 500 رطل.
وأضاف مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية وافقت الأسبوع الماضي على نقل 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز “إف-35 إيه” تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليار دولار، حيث أشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن وافقت على شحنة الأسلحة الجديدة دون إخطار الكونغرس ودون الإعلان عنها للرأي العام، استنادا إلى إخطار سابق مشابه للكونغرس.
وتأتي الحزمة الجديدة في ظل مواجهة الكيان الصهيوني انتقادات دولية قوية بسبب مواصلته حملة القصف والهجوم البري في غزة، وفي ظل دعوة أعضاء من الحزب الديمقراطي الأمريكي الرئيس جو بايدن إلى قطع المساعدات العسكرية الأميركية.
الأمم المتحدة تحذر من تبعات القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة
حذرت الأمم المتحدة أول أمس الجمعة من تبعات القيود المفروضة على دخول المساعدات الإغاثية إلى غزة “ما تسبب في إضعاف قدرة الجهات الإنسانية الفاعلة على الوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء قطاع غزة”
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية /أوتشا/ -في تقرير عن الوضع في غزة بأنه “منذ 1 مارس الجاري، منع الكيان الصهيوني 30 في المائة من بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، و10 في المائة من البعثات إلى جنوب القطاع، من الوصول”
ونبه إلى أن الحصار المفروض على غزة، بما في ذلك المعابر المغلقة وانعدام المياه والكهرباء، ” من الأسباب الرئيسية للكارثة الإنسانية في غزة”، لافتا إلى أنه إلى جانب العمليات البرية والجوية الصهيونية المكثفة “أدى الحصار إلى إضعاف قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على ضمان وجود سلسلة إمداد موثوقة يمكن التنبؤ بها لتوصيل آمن للمساعدات الإنسانية للمحتاجين”
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية /أوتشا/ بأن القصف الصهيوني مكثف، والعمليات البرية مازالت متواصلة، فضلا عن القتال العنيف في معظم أنحاء قطاع غزة ما تسبب في وقوع المزيد من الضحايا المدنيين والتهجير وتدمير المنازل وغيرها من البنية التحتية المدنية”.
و يواصل الكيان الصهيوني عدوانه غير المسبوق على قطاع غزة لليوم الـ 175 على التوالي، حيث واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين والشوارع ما خلف 32623 شهيدا و75092 مصابا حسب حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في قطاع غزة.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال