احتضنت الجزائر بحر الأسبوع الجاري فعاليات ملتقى ومعرض إفريقيا للنقل وتجارة العبور، المنظم من قبل المجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي ومكتب الأعمال “لينكوب” برعاية وزارة التجارة وترقية الصادرات ووزارة الاقتصاد والتجارة الليبية بقصر المعارض (الصنوبر البحري)، بغية تباحث سبل تعزيز المبادلات التجارية بين الجزائر وليبيا والدول الافريقية الأخرى، حيث أشرف وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق على إفتتاح أشغال هذا المعرض، مؤكدا في كلمته الافتتاحية أن هذا الملتقى الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة، هو ثمرة تعاون وتنسيق جزائري-ليبي يهدف لاستطلاع مجالات التعاون والتفاعل والتكامل بين الجزائر وليبيا والدول الافريقية في مجال النقل وتجارة العبور، ومعتبرا أن هذه التظاهرة هي بمثابة تأكيد جديد على الوعي بأهمية التحديات التي تواجه مستقبل وشعوب واقتصاديات دول المنطقة.
وفي ذات السياق أضاف الوزير قائلا “سنحاول من خلال هذا الحدث تسليط الضوء على القضايا التجارية الهامة مع وضع استراتيجية لتنشيط التجارة البينية ورفع حجم الصادرات نحو السوق الافريقية من اجل المساهمة في تحقيق الاهداف المشتركة وتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي”
أما عن رسالة الوزير لرجال الأعمال والمستثمرين فوجه المسؤول الأول في وزارة التجارة وترقية الصادرات دعوة لهم للعمل سويا للمساهمة في النهوض بمعدلات النمو الاقتصادي بالنظر للآفاق الواعدة للمبادلات التجارية الجزائرية الليبية التي تندرج ضمن الديناميكية الجديدة التي يسعى الطرفان لتحقيقها من خلال ارساء علاقات اقتصادية وتجارية بينية محكمة.
كما دعى ذات المسؤول الى ضرورة توحيد الجهود من اجل تخفيف اثار الازمة الاقتصادية العالمية، من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي وادماج اقتصاداتنا تدريجيا ضمن سلاسل القيم العالمية بهدف تطوير القطاعات الاقتصادية التي تساهم في خلق مناصب الشغل وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لشعوبنا
ومن جهة أخرى أكد وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة الليبية، نوري علي محمد قطاطي في كلمته الافتتاحية ان ما يشهده الاقتصاد العالمي من تحديات اثرت بشكل كبير على اغلب الانشطة الاقتصادية ما يدعو لضرورة تكاثف الجهود لمواجهة هذه التحديات من خلال وضع خطط عمل تساعد على بناء تكامل اقتصادي أفضل وأقوى لمنطقة المغرب العربي بشكل خاص وشمال القارة الافريقية بشكل عام
ومشيرا في الوقت ذاته الى وجود الارادة السياسية التي تهدف الى التطور في عالم التجارة يتطلب منا فتح المجال امام الشركات المحلية والاجنبية والمستثمرين في المساهمة في تنشيط حركة التجارة وتجارة العبور بين الدول المطلة والمحيطة لليبيا وفق خطة استراتيجية موحدة تهدف الى تعزيز العلاقات التجارية وتجارة العبور بين هذه الدول وايجاد مصادر للتنوع الاقتصادي.
مشاركة أكثر من 100 متعامل من ليبيا، تونس والنيجر
وعرف الملتقى الذي احتضنته الجزائر بامتياز مشاركة أكثر من 100 متعامل من ليبيا، تونس والنيجر، مختصين في الاستيراد والتصدير، وكذا متعاملين جزائريين ممثلين لشركات ناشطة في مختلف الميادين على غرار الصناعات الغذائية، الأدوية، الخدمات، الحديد والصلب، الخشب، البلاستيك، الزجاج، مواد التغليف ومواد التنظيف.
بالإضافة الى غرف التجارة والصناعة للبلدان المشاركة وعديد من الهيئات الرسمية المتعلقة بالتصدير على غرار البنوك والمؤسسات المالية، بالإضافة الى أكثر من 200 متعامل اقتصادي ناشطين في مختلف المجالات الاقتصادية.
أحمد معمر الشعافي رئيس مجلس مجموعة شركات رحمة…
“لهذا المعرص صدى كبير وارتباط عميق بالقارة السمراء وتجارة العبور بين الجزائر وليبيا وباقي دول إفريقيا”
ومن جهة أخرى أكد المهندس محمد معمر الشعافي رئيس مجلس مجموعة شركات “رحمة” الليبية الراعي الاستراتيجي للمعرض على الأهمية الكبيرة لملتقى ومعرض افريقيا للنقل وتجارة العبور الذي يتحدث على تجارة العبور بين الجزائر وليبيا وباقي دول إفريقيا حيث صرح لنا قائلا في هذا الصدد ” من المفروض ان تكون كل منتجات المغرب العربي تتدفق على إفريقيا حتى نرفع معدلات التصدير ليصل الى مليارات الدولارات خلال السبع سنوات القادمة”، كما أشار ذات المتحدث الى بعض الحلول التي قد تعزز العمليات التجارية بين البلدان الإفريقية وذلك في قوله “من الضروري وبشكل عاجل إنشاء مناطق حرة بين الجزائر وليبيا والتي من شأنها ان يجلب التجار والمستثمرين لتصل كل المنتجات الى باقي دول إفريقيا ” وأضاف ” نأمل بحلول سنة 2030 أن تكون اكبر الصادرات تأتي من الجزائر وليبيا الى إفريقيا بالكامل”.
الدكتور عبد السميع عامر معمر رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى..
“الأمور سارت بشكل جيد وتشرفنا بالتواجد في الجزائر بلد العطاء”
ومن جهته أشار رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور الليبي عبد السميع عامر الى الظروف الجيدة التي أقيمت فيها هذه التظاهرة، مؤكدا في الوقت ذاته أن السلطات الجزائرية وفرت كل شيء لإنجاح هذا الحدث ومتمنيا تنظيم نسخ أخرى في ليبيا.
وعن الأهداف المرجوة من هذه التظاهرة صرح رئيس اللجنة التحضيرية قائلا “الهدف الرئيس من هذه التظاهرة التبادل التجاري وزيادة حجم الصادرات والواردات في دول شمال إفريقيا والتوجه الى الأسواق الإفريقية التي هي بحاجة كبيرة لكثير من السلع المتواجدة في الجزائر، تونس وليبيا، لذلك فتواجدنا هنا من أجل توحيد الرؤى ووضع استراتيجيات مشتركة والعمل بمبدأ رابح – رابح”
الدكتور الليبي أشار في حديثه الى العوائق التي أدت الى عدم ازدهار التجارة في إفريقيا وقال في هذا الشأن “العوائق اللوجستية في الصدارة وعملية العبور ولذلك فالملتقى يتكلم على النقل وتجارة العبور ففتح وتعبيد الطرق البرية بين هذه الدول وتسهيل الإجراءات الجمركية من شأنه أن يجلب المستثمرين الأجانب لمثل هذه المواقع لتكون الجزائر وليبيا معبرا لإفريقيا، من أوروبا الى وسط إفريقيا والعكس”
الدكتور الليبي ياسين أبو سريويل مشرف على الملتقى…
“عدم ازدهار تجارة العبور في إفريقيا راجع الى عدم توفر لوجستيات النقل”
ومن جهة أخرى، أشار الدكتور الليبي ياسين أبو سريويل الى العوائق التي تواجهها تجارة العبور في إفريقيا وقال في هذا الصدد “من أهم أسباب عدم ازدهار تجارة العبور في إفريقيا هو عدم توفر لوجستيات النقل، لذلك ركزنا في ملتقانا هذا على النقل وهو الوسيلة الأساسية لتجارة العبور”
وعن الجلسات التجارية “be to be” أوضح ذات المتحدث قائلا “هذه الجلسات تجمع بين المتعامل الاقتصادي الليبي والجزائري، والتي من شأنها أن تفتح آفاق للتصدير وهذا ما سيناقشه المتعاملون خلال هذه الجلسات”.
وليد طاه مدير التسويق في شركات الجيد الليبية…
“هذا الملتقى يعتبر قيمة مضافة لنا من الناحية التجارية أو من ناحية العلاقات بين البلدين”
وفي سياق منفصل نوه وليد طاه المدير التسويقي لشركات الجيد الليبية للمواد الغذائية على ضرورة الإكثار من مثل هذه الملتقيات التي تعتبر قيمة مضافة للبلدان والمؤسسات المشاركة وذلك في قوله “هذا المعرض فرصة كبيرة لتطوير العلاقة بين الصناعة الجزائرية والليبية التي لا تزال في بدايتها، أتمنى أن تكون هذه البداية موقفة وسعيد بالتواجد في الجزائر بلدي الثاني”
الشركات التونسية كانت حاضرة في الملتقى
وبالحديث عن الشركات التي سجلت حضورها في الملتقى فإن الشركات التونسية سجلت حضورها في صورة شركة Natuskin التي تعود لرائدة الأعمال التونسية في مجال منتوجات العناية بالبشرة “هالة البدوي”، التي أشادت بمثل هذه المبادرات التي فتحت امامها الأبواب للتعريف بمنتجاتها حيث صرحت لنا قائلة في هذا الصدد “في الحقيقية قدمت للجزائر لأقدم هذه المنتجات لما رأيتها من فرصة كبيرة لي للتعريف بهذا المنتج امام المستثمرين والمهتمين من الجزائر وليبيا وكل دول الافريقية دون استثناء ”
وعن الدور الذي تلعبه الجزائر في ازدهار التجارة الإفريقية أضافت ذات المتحدثة ” تعتبر الجزائر موقع مهم لإفريقيا والبوابة الاولى لدى المستثمرين الإفريقيين، هذا الملتقى كان تحدي كبير واثبت نجاحه بشكل واضح وقد استثمرت في هذا الملتقى لتسويق المنتج والتعريف بالمنتوجات التونسية التي لاقت تفاعل وثناء لدى العديد من المستثمرين وبالأخص المستثمرين لدى المغرب العربي”
هالة البدوي أشادت بمثل هذه الملتقيات واعتبرتها مفتاح تحسن التجارة الإفريقية ورقيها حيث علقت على ذلك قائلة ” نعمل مستقبلا على التواجد بمثل هذه الملتقيات التي ترفع من شهية التعاون بين الدول الإفريقية ونأمل ايضا ان تعمل هذه الدول على تحسين التجارة فيما بينها ورفع مستوى الثقة والتكامل التجاري والاقتصادي بينهم بغية تحقيق فرص إستثمار وفرص التعاون التجاري وعقد صفقات مثمرة وأعتقد أن للجزائر دور مهم في تحقيق هذا التكامل”
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال