شدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، على الحاجة الملحة لاستحداث واعتماد مقاربة جماعية. تكون في مستوى طموحات وتطلعات شبابنا. وهي المقاربة التي تدعو الجزائر إلى صقلها وِفْقَ نظرةٍ مُجَدِدَةٍ تستجيب لمجموعةٍ من خمسٍ متطلباتٍ رئيسية ذات طابع أولوي واستعجالي.
وخلال النقاش بمجلس الأمن حول الدور المحوري للشباب، في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، قال عطاف، أن “المنطقة بحاجة أولاً إلى مقاربة تنموية –يكمل عطاف- لأن التنمية المستدامة تظل وَحْدَها القادرة على ثَنْيِ الشباب. عن مخاطر الهجرة غير الشرعية، وعن الإرهاب والتطرف، وكذا عن الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها وأنواعها”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “المنطقة بحاجة إلى مقاربة وقائية تقوم على نشر ثقافة السلم والتسامح والتعايش. وتشجيع قيم الحوار والتفاعل الإيجابي بين الثقافات، عوض زرع الانقسامات وبث التصادمات التي لا طائل منها إطلاقاً”.
ويضيف: “المنطقة بحاجة ثالثاً إلى مقاربة تشاركية، بكل ما ينطوي عليه هذا الهدف، من ضرورة إعلاء قيم التضامن والتعاون. والشراكة المتوازنة بين دول ضفتي المتوسط في مواجهة التحديات الراهنة، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال مُقارَعَتُها في صفوف متفرقة. وأساليبَ متضاربة وسياساتٍ متناقضة”.
والمنطقة بحاجة رابعاً –يكمل- إلى مقاربة مبنية على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. مقاربة تضع حدّاً لاحتلال أراضي الغير بالقوة، لا سيما في فلسطين وفي الصحراء الغربية. ومقاربة تُنهي بصفة جذرية التدخلات الخارجية التي تتأثر منها أيما تأثر دول الضفة الجنوبية”.
“دولة معينة في جوارنا الإقليمي تسعى لإغراق مجتمعات المنطقة بالمخدرات”
الخامسة قال فيها الوزير عطاف، إن المنطقة بحاجة إلى مقاربة يتقيد فيها الجميع بمبادئ حسن الجوار. وتعظيم المصالح المتبادلة والمشتركة والمترابطة. ومشيرا إلى أن “دولة معينة في جوارنا الإقليمي، تسعى إلى إغراق مجتمعات المنطقة بالمخدرات”.
وأكمل: “ليس من هذه المبادئ ولا من هذه المثل، ما شهدناه ولا نزال نشهده، من تصرفاتِ دولة معينة في جوارنا الإقليمي، تسعى إلى إغراق مجتمعات المنطقة، بمختلف أنواع المخدرات التي تُنتجها وتستعملها كسلاح فتاك ضد شباب الدول المجاورة”.
وأشار المتحدث ذاته، أن “الجزائر لم تبخل يوماً بجهودها ومساعيها الدبلوماسية الرامية لتغليب منطق الحلول السلمية للأزمات. والمساهمة في الدفع بجهود التنمية خاصة مع أشقائها الأفارقة، عبر الوكالة الوطنية للتعاون والتضامن من أجل التنمية في إفريقيا”.
كما تتشرف الجزائر بالمساهمة في تكوين الموارد البشرية الافريقية الشابة. وهي التي تُوفر سنوياً لأشقائها الأفارقة، ما لا يقل عن 2500 منحة دراسية في مختلف ميادين التعليم العالي والتكوين المهني.
وفي ذات السياق –يكمل عطاف- تحتضن الجزائر وتدعم “المعهد الإفريقي لعلوم المياه والطاقة والتغُّيرات المناخية، بالتعاون مع الشريك الألماني. وهو المعهد الذي يُمثل نموذجاً ناجحا للتعاون شمال-جنوب في مجال تكوين وتأهيل الشباب الافريقي”.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال