تدخل اليوم الحملة الانتخابية يومها الثامن، ويكون بذلك قد مر أسبوع كامل على انطلاقتها، حيث ركز المترشحون الثلاثة عبد العالي حساني شريف، مرشح حركة مجتمع السلم (حمس)، ويوسف أوشيش، مرشح جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، والمترشح الحر عبد المجيد تبون، المدعوم من عديد الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، على استمالة الناخبين المقدر عددهم بأزيد من 24 مليون، ومحاولة إقناعهم بالتصويت لصالحهم لقيادة البلاد، لخمس سنوات قادمة.
المترشحون الثلاثة، دخلوا مباشرة في الخطابات القوية، لتوضيح المفهومية حول برامجهم الانتخابية وخطوطها الكبرى، غير أنهم ورغم اختلافهم، وتنافسهم، ركزوا واتفقوا جميعا على تقوية الجبهة الداخلية، الحفاظ على ثوابت الأمة، وتثمين رابطة الجيش والأمة، لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية في ظل سياق إقليمي ودولي متقلب وصعب.
المتنافسون الثلاثة على كرسي الرئاسية للعهدة الرئاسية المقبلة، لم تعرف حملتهم الانتخابية تجاذب أو رشق لبعض، غير بعض الحالات الشاذة من داعميهم او ممثليهم، الذين يبحثون عن البروز والظهور، حيث كانت الحملة الانتخابية في اسبوعها الأول، هادئة نسبيا، فيما يعرف حسب المحللين بمرحلة “جس النبض بين المترشحين” وهذا أمر معقول ومنتظر، خصوصا وأنها الأيام الأولى للحملة.
الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر، ركز فيها كل من تبون، حساني، أوشيش، وممثليهم، على الوعود الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين رفاهية المواطن الجزائري، وتطوير التنمية، وأهم محور استماله الثلاثة هو الشباب، حيث أكدوا أن الأخير، هو قلب وأساس برامجهم الانتخابية، في بلد يقدر متوسط العمر فيها 30 سنة.
ومع دخولنا الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية، وحسب قراءة الملاحظين ستتسارع وتيرة عمل المترشحين الثلاثة وممثليهم، من خرجات شعبية وملتقيات جهوية، حيث ستدخل حملة رئاسيات 7 سبتمبر في العد العكسي، وهذا ما يجعل الضغط أكبر ومحاولة الإقناع أشد.
ختاما عرفت الحملة الانتخابية، نقصا في الظهور الإعلامي للمترشحين، من منتديات وحوارات صحفية، قصد التعريف الجيد ببرامجهم ونظرتهم، أو استغلال الفرصة للإجابة على الأسئلة، على عكس انتخابات 2019 التي عرفت ظهورا كبيرا لمترشحيها في الإعلام، وحتى أنها أقيمت مناظرة تلفزيونية بين المترشحين الخمس، فهل ستقام مناظرة هذه المرة؟
“حملة انتخابية ديمقراطية محترفة”، هذا ما يمكن أن تصف به الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع من سبتمبر حتى الآن، حملة عرفت تبادل رؤى واختلاف ديمقراطي بين المترشحين، وخرجات في عدة ولايات، وتحركات هنا وهناك، وكل هذا للوصول لقصر المرادية، فمن هو الفارس بين الثلاثة الذي سيصل لكرسي الحكم؟
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال