يمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق لـ 3 من كل عام مناسبة لتذكر مبادئ و قيم مهنة الصحافة و الممارسات الإعلامية للصحفيين في العالم ، و هو الموضوع الذي جمعنا مع أستاذ علوم الاعلام و الاتصال بجامعة المدية عبد الحكيم بوغرارة ، في هذا الحوار .
حرية الصحافة لهذه السنة إذا أردنا ان نجعل لها عنوان ماذا سيكون؟
إذا أردنا ان نختصر حرية الاعلام في كلمة في هذ السنة نقول: الاعلام مقاومة.
ثمن باهض يدفعه الصحفيون في العدوان على غزة، من اجل نقل الحقيقة، ما تعليقك؟
غزة فقدت أكثر من 40 إعلاميا، الذين يعملون في صناعة الاعلام من مصورين و مختلف الفئات المنتمية للصحافة، و بالتالي فإن حرب غزة أكدت بأن الإعلام بإمكانه ان يقلب موازين واتجاه الازمات و فضح العدو وتمكين العالم من معرفة الحقيقة عبر الاعلام المحلي والصحافة التي تعتمد على الهاتف النقال، كما عكست عملية طوفان الأقصى، بأن الاعلام يحتاج الى تضحية، الى ممارسة و كفاءة الى تحكم في التكنولوجيا، و تحكم في مختلف أدوات الاعلام من أجل ان نصنع الأخبار و نرسلها و نؤثر بها وفقا لاستراتيجيات مدروسة، و بالتالي فان هذا درس لنا جميعا بأن الظروف القاسية يمكن ان تفضى الى إعلام قوي و ناجح.
حرية الصحافة وحرية التعبير كيف يفهمها الغرب الان و كيف يمارسها ؟
حرية التعبير حسب المفاهيم الغربية دائما ترتبط بمرجعياتهم، فبالنسبة لهم الاعلام صنع من أجل ان يخدم مصالحهم و أن يروج لقيمهم وأن يبرر لهمجيتهم ، وأن يتهموا به من يريدون و يشكلون عليهم ضغوطات إعلامية تصنع رأي عام وهمي بإمكانه ان ينقلب ضد الأنظمة و ضد الدول، إن الغرب اليوم و بالحديث عما يحدث بقطاع غزة، معروف بمثل هذه المواقف و التوجيه باستعمال الاعلام، فالإعلام الغربي يسيطر على صناعة الاعلام تقنيا و حتى عن طريق المضمون.
بالعودة الى الجزائر يمكن ان نتحدث عن الاعلام الالكتروني حديث النشأة، في تصوركم ما هي أهم رهاناته في هذه المرحلة؟
الاعلام الالكتروني ليس هدفا، لان الاعلام لديه هدف واحد بأدوات مختلفة، فالصحفي اليوم هو واحد و يمكنه ان ينشط في صحيفة الكترونية أو ورقية أو سمعي بصري و لكن يبقى الفرق هو المادة الإعلامية المحترفة، فهناك صحفي يجلس في قاعات التحرير يأتيه بيان و هناك صحفي ينزل الى الميدان يجلب معلومات أكثر من تلك التي ترد في البيانات.
و بالحديث عن الميدان الإعلامي نستذكر غزة دائما، نعتبرها مرجعا بأن الاعلام هو الميدان و ليس الاستوديو او قاعات التحرير التي تصنع الحدث.
مع تطور تكنولوجيات الاعلام و الاتصال كيف ترون التكوين في الجامعة الجزائرية في الجانب الإعلامي ؟
صراحة، التوجهات الجديدة و دخول التكنولوجيات الحديثة هذا ربما سيجعل الجامعة تعيد النظر في الكثير من المناهج البيداغوجية و الدورات التكوينية من خلال تمكين الجامعة من فضاءات جديدة للطلبة حتى يأخذوا تكوينا يراعي كل تحولات الاعلام من أجل ان يخدموا مصالح الوطن و يدافعون عن المواقف و يتصدون للحملات و المؤامرات. كما يبقى التكوين الجيد هو الذي يكون موازنا بين النظري و التطبيقي، لان المطالبة بالتطبيقي فقط سيجعل من الصحفي تقني يتحكم في التكنولوجيا دون ان يكون له زاد معرفي,
كيف نحقق ترقية الأداء الإعلامي على ضوء التحديات التي يوجهها القطاع ؟
ترقية الأداء يكون بالكفاءة وبالاحترافية و بالابتعاد عن توظيف الرداءة في مناصب المسؤولية في الاعلام، كما ان ترقية الأداء يتطلب شجاعة و جرأة، والى تجاوز العديد من النظرات الضيقة وإبعاد الرداءة عن مناصب المسؤولية وعن تبوأ مختلف المناصب لأن هذا يشكل خطرا على الأمن القومي، و على تطوير الاعلام و فوق ذلك يمكن لهذه الرداءة ان تستعمل الاعلام لضرب الاستقرار الوطني و التأثير عليه.
واليوم من خلال التحولات العالمية لا مجال للحديث إلا على الكفاءة و حسن التكوين و ربط الاعلام بالمصالح العليا للوطن و الامن القومي، وإلا فان الاعلام سيصبح سلاحا ضدك اذا لم تكن متحكما فيه .”
حاورته يمينة سادات
مناقشة حول هذا المقال