يبين جيش الكيان الصهيوني من يوم الى آخر مدى جبنه وانحطاطه، خاصة وأنه جيش لا يقتل سوى النساء والأطفال أو الرجال العزل، فبعد 170 يوم من الحرب ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين حسب وزارة الصحة بغزة الى أكثر من 32 ألف شهيد و74412 مصاباً أغلبهم من الأطفال والنساء.
ولليوم السادس على التوالي يواصل جيش الكيان الصهيوني اقتحامه لمجمع الشفاء الطبي ومحاصرة الأطقم الطبية والمرضى الذين لا حول لهم ولا قوة والذين يستنجدون بدورهم بالمنظمات الدولية لكن لا أحد يمد يد العون لسكان القطاع الأبرياء العزل الذين أرهقهم كل شيء من حصار الى جوع الى قصف وتنكيل ولم يجدوا من ينصفهم لا منظمات دولية ولا محكمة العدل الدولية ولا مجلس الأمن الدولي ولا حتى بيانات التنديد التي كانت تصدرها بعض الدول في الكثير من الأحيان.
غوتيريش من معبر رفح: “حان الوقت لإغراق غزة بمساعدات حقيقية منقذة للحياة”
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أول أمس السبت، إلى “إغراق” قطاع غزة بمساعدات “حقيقية منقذة للحياة”، جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في الجانب المصري من معبر رفح المحاذي لقطاع غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “علينا عدم الاستسلام وفعل كل ما بوسعنا لتسود الإنسانية في غزة”. وشدد غوتيريش على أن الوقت حان أيضاً ليقدم الكيان الصهيوني “التزاما صارما بالوصول غير المقيد” للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة. وتابع “الوقت حان لإطلاق سراح الرهائن” الإسرائيليين في غزة.
وأضاف غوتيريش: “من المؤسف أن العديد من الأشخاص في غزة لا يتمكنون من إيجاد وجبة إفطار في رمضان”، مشدداً على ضرورة السماح بدخول السلع الإنسانية إلى كافة أنحاء غزة.
وأشار ذات المتحدث إلى “وجود شاحنات على المعبر فيما أشخاص يعانون من المجاعة في الجانب الآخر”، وهو ما يمثّل “فشلاً أخلاقياً”، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تبحث مع مصر إيصال المساعدات إلى غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتابع: “الكرامة الإنسانية يجب أن تقود المجتمع الدولي، وأنا هنا كي أقول لشعب غزة إنكم لستم وحدكم”، لافتاً إلى أنه يمثل أغلبية الأصوات في المجتمع الدولي التي تطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة. وأردف: “سنقف على الجانب الصحيح من التاريخ وسنواصل قصارى جهدنا لتسود الإنسانية في غزة وكل العالم”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة إنه يوجد توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح “سيتسبب في كارثة إنسانية”
جيش الاحتلال يستهدف موزعي المساعدات
يحاول الاحتلال تقييد توزيع المساعدات عبر المنظمات العاملة في قطاع غزة، حتى لو كانت أممية مثل وكالة “أونروا”، ويسعى للسيطرة على كل منافذ إدخال المساعدات، عبر فرض التنسيق لإدخال الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي شرق مدينة رفح، وسيطرته على إنشاء الميناء في منطقة البيدر غربي مدينة غزة.
ويقول مصدر من وكالة “أونروا” إن الاحتلال يتعمد إبعاد الوكالة الأممية عن مشهد توزيع المساعدات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وهناك مساع لمنع تدخّلها بالكامل، و10% فقط من المساعدات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم سمح بتوزيعها من قبل أونروا.
يضيف المصدر: “غالبية المساعدات التي دخلت إلى مخازن أونروا في الأيام الأخيرة، ليست تابعة للوكالة، ويتم استقبالها لأن هناك مخازن كثيرة مدمرة، ولا توجد أماكن آمنة لتخزينها، كما لا يمكن توزيعها بشكل منظم في ظل الاستهدافات الحاصلة، وأي تشكيل مدني لإدارة المساعدات يتم استهداف أفراده، ويحاول الاحتلال تغييب أونروا تماما، خصوصاً في المنطقة الشمالية”
هذا وتستهدف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أي محاولة لتنظيم وصول المساعدات إلى شمال غزة، وتتعمد تصفية مسؤولي التوزيع، وصولا إلى تدمير كل أشكال الاستقرار، لجعل غزة مكاناً غير صالح للحياة، ففي العاشر من مارس الماضي، خلص اجتماع بين ممثلي العشائر في قطاع غزة وممثلين عن منظمات أممية من بينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إلى أنه لا يمكن للعشائر إدارة عملية توزيع المساعدات الإنسانية بالكامل، خصوصاً داخل المنطقة المحاصرة في الشمال، من دون وجود عناصر الأمن.
وبعد أيام على عقد الاجتماع، كان أحد الحاضرين، العميد في الشرطة الفلسطينية فايق المبحوح، من بين الشهداء، وهو المشرف على عملية التنسيق بين العشائر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال أسبوع واحد 8 مجازر بحق موزعي المساعدات الإنسانية، والذين يستهدفهم جيش الاحتلال في الشوارع، أو في نقاط توزيع المساعدات، وحتى في المخازن التابعة لوكالة “أونروا”، ووصل عدد ضحايا انتظار المساعدات، ومن بينهم المشرفون على توزيعها، وهم شخصيات اعتبارية محلية، أو يعملون في وظائف رسمية، إلى أكثر من 455 شهيداً، فضلاً عن إصابة آلاف آخرين.
وفي 19 مارس، استشهد 23 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون من جراء قصف إسرائيلي استهدف اللجان الشعبية المشرفة على توزيع المساعدات عند دوار الكويت بمدينة غزة، رغم تواجدهم في ساحات المدينة، وإشرافهم على دخول شاحنات طوال عدة أيام بشكلٍ منتظم، ما زاد من آمال الغزيين في المنطقة المحاصرة بأن يتم تنظيم وصول وتسليم المساعدات.
يونيسف “الأطفال أكثر ضحايا الحرب المجنونة في غزة”
وصف متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، ما يحدث في قطاع غزة بأنه أصبح “حرباً ضد الأطفال”، مؤكداً أنّ القطاع الفلسطيني “لم يعد مكاناً مناسباً للأطفال” في الوقت الحالي.
إلدر الذي زار قطاع غزة مرتين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، قال في مقابلة مع وكالة الأناضول إن “الأطفال هم أكثر المتضررين (في غزة)، ويونيسف تصف ما يحدث هناك بأنه حرب على الأطفال أنفسهم”، وأضاف: “عادة في جميع الأزمات تؤذي الحروب الفئات الأكثر ضعفا، وهم الأطفال، ويشكل الأطفال نحو 20% من أعداد القتلى غالبا، لكن هذا الرقم يقترب في غزة من 40%، إذ قُتل أكثر من 10 آلاف طفل (منذ بداية الحرب) والرقم في ازدياد”، ولفت الدر إلى أنّ الأطفال في غزة “يتعرضون للكثير من الضغوط النفسية”، مؤكدا أن السبيل الوحيد لعلاجهم هو “تحقيق وقف إطلاق النار”.
وتابع: “سيستمر الأطفال في غزة في العيش في منطقة حرب إلى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيث لم يعد القطاع مكاناً مناسباً لحياة الأطفال رغم وجود أكثر من مليون طفل بداخله”، مشيراً إلى أن “هناك الكثير من اليأس” في قطاع غزة، موضحا أن “الناس متعبون للغاية، هناك العديد من الجائعين، ولا يزال هناك خوف كبير من أن تتحقق الفكرة المجنونة بشن هجوم عسكري (هجوم بري) على مدينة رفح (جنوبيّ القطاع)”.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال