ظاهرة أخرى دخيلة على مجتمعنا باتت تتسرب وسط الشباب وتعبث بعقولهم في غفلة من الأولياء ولا حتى الشباب أنفسهم، مراهقين أغلبهم في المتوسطات والثانويات، ينساقون من غير وعي وراء دعاوى مسربة إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جهات وأطراف أجنبية مقنعة، تستهدفهم للنيل من نفسيتهم وتفكيرهم وبالتالي شخصيتهم، بخطط تدميرية مدروسة تعمل على وتر التميز والاستدراج الى غاية النيل منهم وتركهم في النهاية فريسة لمجموعة من الأشكال والاوهام انخدعوا بها فأسلمتهم بعد ان سيطرت على شخصيتهم الى قائمة ضحايا هذه الظواهر الدخيلة على قيمنا الاجتماعية والثقافية والاسرية.
شباب في مقتبل العمر تراهم يحاولون التميز من خلال لباس خاص، وتسريحات شعر غريبة، ولغة خاصة، يطلقون على أنفسهم بالعميقين وينشطون كمجموعات على الواقع الافتراضي، لم يكن سهلا اختراق هذا العالم الذي لا يزال ينتابه الغموض، حاولنا معرفة أسرار هذه الظاهرة المستجدة ومدى خطورتها على الشباب والأسرة، من خلال استطلاع رأي أهل الاختصاص.
الملابس السوداء والعزلة الشديدة والغموض صفات يشترك فيها العميقين
تعرف هذه الفئة من الشباب والشابات لعامة الناس بطريقة لباسهم الفضفاضة ذات اللون الأسود سواء للذكور أو الإناث، يختارون ملابسهم بشكل خاص، وعادة ما تحتوي على رموز غريبة أو رموز تحمل معاني أو شعارات، أو صور لمغنيين مشهورين معروفين بنمط الأغاني الحزينة، الذين يعتبرونهم مصدر إلهامهم، كما يتميزون بأحذية رياضية بعيدة عن الماركات العالمية والتي عادة ما يتباهى بها أغلب الشباب، وتعتبر الإكسسوارت جزء هام من لباسهم كالخواتم والقلادات والأحزمة السوداء.
كما يتصف العميق بتسريحة شعر مختلفة، فعادة لا تستطيع التمييز بين الجنسين، فالذكور يفضلون الشعر الطويل المجعد أو الظفائر، أما الفتيات فعادة مايتبعون قصات شعر حديثة، وهم يشتهرون بلعب الورق التي تعتبر هوايتهم المفضلة واستخدام الزلاجات ويحبون الرحلات خاصة بواسطة الدراجات النارية.
العزلة الشديدة والغموض صفات يشترك فيها العميقين، فهم قليلي الضحك يحبون الخروج ليلا ويتميزون بالكآبة والانطواء ويكتفون بعلاقات ثنائية ويتجنبون الاحتكاك مع الآخرين.
وتتمثل مبادئهم بالتظاهر بالحزن والاستماع لأغاني الراب الأمريكية ومن مميزاتهم أيضا أنهم لا يستطعون الدفاع عن أنفسهم ويهربون من كل مواجهة .
ينشط العميقين على مواقع التواصل الاجتماعي، على الأنستغرام والتيك توك، ولهم صفحات على اليوتوب، وتستقطب حساباتهم الآلاف من المتابعين حيث يتشاركون مع الأخرين صورهم وتجاربهم.
الأخصائية النفسية خداوي:”العميق هو شخص منفصل عن الواقع”
تؤكد الأخصائية النفسية فطومة خداوي، أن مصطلح عميق ظهر في أمريكا وأول من أطلقه المفكر اللغوي الأمريكي نعوم تشومسكي ونشر مصطلح البنية العميقة، وسرعان ما استخدم الناس المصطلح للدلالة على مفاهيم مختلفة في مجالات عدة.
وفي الجزائر انتشر مصطلح الشخصية العميقة في السنوات الأخيرة بين الشباب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وبعض وسائط الاعلام رسم الشخص العميق بأنه شخص يتصف بالتفكير الدائم وذو شفافية وعدم مسايرته للعلاقات المزيفة و محاولة الاختلاف بملابسه .
وتضيف محدثتنا في تشخيصها لظاهرة العميقين في الجزائر قائلة “لقد لقي هذا الأسلوب رواجا بين الشباب وبالنسبة إلى بعضهم فالعميق يحب العزلة عن الآخرين وهو متميز بلباس غريب وذو طابع حزين يعبر عن مشاعره ببعض الوشوم على جسده أو بطراز لباسه الخاص، متمرد على الآداب والقوانين الاجتماعية والدينية “.
ومن هذا المنطلق يمكننا حسب خداوي أن نتساءل لماذا يحاول المراهقين الانتساب إلى هذا الأسلوب، والانفصال عن واقعه ، وعن الأسباب وراء انتشار هذه الظاهرة تقول: أنه يرجع للفراغ الذي يعيشه المراهق وغياب الوعي الذي يقدم البديل الصحيح، لذا فمواجهة الظاهرة مسؤولية يتقاسمها الجميع وكل واحد منا عليه القيام بدوره التوعوي كل حسب موقعه وامكاناته.
الدكتورة توينة سعاد: “نقص ثقافة الحوار جعل الشاب ينحرف عن سلوكه الطبيعي”
ظاهرة العميقين التي ظهرت في السنوات الأخيرة بين الشباب والمراهقين حسب الدكتورة سعاد توينة المختصة في علم الاجتماع العائلي، هي أفكار غريبة عن مجتمعنا تجسدت في طريقة اللباس وأسلوب الكلام وبعض السلوكات التي تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الجزائري.
ومن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة حسب الدكتورة توينة تراجع دور مؤسسة الأسرة في عملية التنشئة السليمة، الناتج عن غياب دور أحد الوالدين أو كلاهما في متابعة ومراجعة سلوك الأبناء مع غياب المنهج التربوي السليم، بالإضافة إلى اختلال الأدوار، وكذلك نقص ثقافة الحوار داخل الأسرة، كل ذلك خلق نوعا من التمرد جعل الشاب ينحرف عن سلوكه الطبيعي، ويحاول أن يقلد غيره.
كما أن من أهم الأسباب كذلك تؤكد توينة تأثير التكنولوجيا وما نتج عنها من استعمال سلبي مع كثرة الإدمان عن الأنترنت، ومنح الأبناء جزء كبير من الحرية وانشغال الآباء بأمور المعيشة والحياة عمق الظاهرة ونقل بعض محتويات القيم الأجنبية إلى مجتمعنا، والتي صارت تدخل الى العائلات.
ومن العوامل كذلك تضيف محدثتنا، أن غياب مختصين اجتماعيين في المؤسسات المجتمعية للتكفل بفئة الشباب وكذا نقص وسائل الإدماج والترقية جعل الشاب أو المراهق يعيش نوعا من الفراغ الروحي والعاطفي، خاصة أمام تراجع دور مؤسسة المسجد في استقطاب هذه الشريحة .
ومن الحلول المقترحة تؤكد الأخصائية الاجتماعية قائلة “علينا الاهتمام بتكوين الأباء من خلال دورات تحسيسية للتوعية بمثل هذه الظواهر، وعلى الأسرة اتباع الأسلوب التربوي السليم، كما أن على المسجد غرس القيم الروحية والاجتماعية في نفوس الشباب وتغيير الخطاب الديني ليساير التطورات الحاصلة، ومن جهة أخرى علينا الربط بين الأسرة والمؤسسات التربوية وهيئات الدولة وفرض الوسيط الاجتماعي والمختص في علم الاجتماع العائلي للتكفل بهذه الفئة والاهتمام بمشاكلها، وتكوينها بطريقة صحيحة، وعلى الدولة أن تفرض رقابة على المدارس وتهتم بسلوك المعلم والتلميذ قبل التركيز على التحصيل العلمي”
……………………………….
شباب يعتبر نفسه عميق ينفصل عن الواقع، يعيش في عالم افتراضي تغيب فيه المعالم والقيم
الودادية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية:” ظاهرة العميقين لا تتعلق بالمظاهر فحسب بل الخطير فيها ما تحمله من أفكار سوداوية “
أكد لنا بلقاسم ديال المكلف بالإعلام على مستوى الودادية الجزائرية لمكافحة الآفات الاجتماعية، أن فئة العميقين التي ظهرت في السنوات الأخيرة، وزاد انتشارها بين تلاميذ المتوسطات وحتى الابتدائيات، وهم فئة يشتركون في عدة صفات منها تتبع الأغاني الحزينة ولهم ملابس سوداء مميزة، ولكن الخطورة حسب ديال ليست في المظاهر الشكلية، بل ما يحملونه من أفكار سوداوية وسلبية، وعادة ما يكونون من مدمني المخدرات، وهم يقلدون الغرب في بعض العادات الدخيلة علينا كإطالة الشعر وغيرها..، الشيء الذي يستدعي دق ناقوس الخطر حسب محدثنا هو أن هذه الفئة من المراهقين والتي تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لم تتفطن لها الكثير من العائلات قد تصل من فرط العزلة الى خلق سلوك سلبي كالعزلة والإنطواء، وقد تكون نتائجه خطيرة، وغالبا ما يصبح هذا الشاب مهدد بالوقوع في الشذوذ الجنسي من فرط سلوكاته الأنثوية كطريقة اللباس والمشي.
وفيما يخص الحلول التي تراها الودادية مناسبة لهذه الظاهرة الدخيلة، يؤكد محدثنا قائلا:”على الأسرة أن تنتبه لسلوكات أبنائها، وتراقب تصرفاتهم، وعلى المؤسسة التربوية أن تطبق النظام الداخلي الخاص باللباس وطريقة حلق الشعر، وعلى الجميع أن يتكاتف ليحارب هذه الآفات التي تضرب قيمنا وديننا”.
خالف خطيب مسجد الصابرين ببوزريعة:” لمعالجة ظاهرة العميقين علينا الرجوع لقيم مجتمعنا وتعاليم ديننا”
يؤكد نصر الدين خالف خطيب مسجد الصابرين ببوزريعة، أنه لايخلو مجتمع من المجتمعات من ظواهر غريبة وذلك عبر مختلف العصور، فظاهرة العميقين التي ظهرت مؤخرا في أوساط الشباب، يقول “من الظواهر الاجتماعية الدخيلة التي تعكر صفو الأسر، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه و سلم من اتباع طريق الضالين والمغضوب عليهم فقال (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى، قَالَ: فَمَنْ؟)[رواه البخاري]
“وإن هذه الظاهرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة تعد من ذلك الاتباع غير البصير من البعض همهم مخالفة مجتمعهم والإتيان بسلوكات منافية لمجتمعهم.
ومما زاد الطين بلة انتشار هذه الظاهرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي فصارت تجمع الآلاف وقد يفوق ذلك همهم لفت أنظار الغير إليهم…”.
ولعلاج هذه الظاهرة الدخيلة يقول خالف: “علينا التذكير بقيم مجتمعنا وتعاليم ديننا الحنيف الذي جعل الناس سواسية كأسنان المشط ففي الحديث (النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمِشْطِ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ، وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ).
والأصل أيضا يضيف محدثنا “على كل واحد منا أن يخالط الناس ويصبر على آذاهم على عكس ما يعتقده هؤلاء الناس الذين يرون أن غيرهم سطحيون لا تجوز مخالطتهم وبهذا نصح النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة رضي الله عنهم فقال (الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)[رواه مسلم].
وكذلك ينبغي على شبابنا اتباع خير الهدي واجتناب هذه الترهات وسفاسف الأمور ففي الحديث (إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا)[المستدرك على الصحيحين]
كما حذرت الشريعة الإسلامية من التمايز عن الغير سوى بالأخلاق (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَباكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ)[من خطبة الوداع]، فلا يمكن لأي شخص أو طائفة أن تتميز بلباس أو شكل من الأشكال أو غير ذلك … إلا بالأخلاق وتقوى الله تعالى.
ومعالجة لهذه الظاهرة أيضا ينبغي أن تحرص الأسر على غرس القيم الدينية في نفوس أبنائها منذ الصغر وتعميق جذور الإيمان في قلوبهم وتوحيد الله تعالى …وجعلهم يعيشون حياة متوازنة بتنمية كل جوانبها العاطفية والجسدية والروحية .
يونس قرار الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال:”على الأولياء الاعتماد على تطبيقات الرقابة الأبوية، لضمان استعمال آمن للتكنولوجيا، وعليهم فتح حوار جريء مع أبنائهم ”
يؤكد المهندس في الإعلام الآلي والخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار أننا نعيش في عصر الرقمنة وعصر شبكة التواصل الاجتماعي، فهذه الوسائل يتفاعل معها الشاب أو ما أصبح يسمى اليوم الجيل الالكتروني، فالشباب يتفاعلون مع الهواتف الذكية وبطريقة مذهلة ويتفاعلون كذلك مع التطبيقات الجديدة كالانستغرام والتيتوك، وهذه التكنولوجيات الرقمية هي وسيلة في أيدي الجميع الطيبين والأشرار.
وتستعمل هذه الوسائل يضيف قرار للتواصل والتعلم وإيصال الأفكار في المجالات المختلفة العائلية والمهنية وغيرها، ويمكن أن تساهم في نشر الأفكار الهدامة التي تمس بتماسك الأسرة والمجتمع، وبصحة الفرد وأخلاقه، فلهذا من يحدد كيفية استخدام هذه الوسيلة هو المستهلك، فالفايسبوك مثلا لا يفرض علينا الصفحات التي نزورها وماهي الرسائل التي نبثها فنحن من نحدد كيفية الاستعمال، لذلك حسب محدثنا يمكن أن تكون وسائل الاتصال الحديثة وسيلة لبناء الفرد والمجتمع، ويمكن أن تكون كذلك وسيلة لتدمير الفرد والأسرة والمجتمع.
لذا أصحاب الأفكار الهدامة يستعينون بشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية لنشر السموم والأفكار، والذي لا يكون متحصنا ولا يفهم خطورة هذه الوسائل وكيفية التعامل معها إيجابيا يمكن أن تصل إلى حد الانحراف أو الانتحار.
ولمواجهة مخاطر الفضاء الافتراضي على الأطفال والمراهقين، يؤكد المهندس قرار قائلا: ” الأولياء لابد أن يتفاعلوا بطريقة إيجابية مع وسائل التكنولوجيا ولا يمنعون أبنائهم من الاستعمال وأن يفتحوا حوار مع أبنائهم لتحديد خطة استعمال هذه الوسائل، كتحديد أوقات الاستعمال لكي لا يضر بواجباته، وحثه على عدم فتح أي رسالة قد تأتي إلى حسابه، والتعامل معها بحذر، فالأولياء بهذه الحوارات الجريئة يمكن تحديد كيفية الاستخدام، وكذا الاستعانة ببرامج الرقابة الأبوية منها المجاني أوعن طريق الاشتراك، وهناك بعض البرامج التي أطلقتها مؤسسة قوقل لها تطبيق “قوقل فاميلي” وهو تطبيق يسمح بتحديد كيفية استعمال الأنترنت وهي طريقة سهلة الاستعمال، وهناك متخصصون في المجال يستطيعون تحديد الأجهزة التي يملكها الأطفال و تسمية كل جهاز ليتم تحديد له شروط الاستعمال وساعات الاستعمال وكيفية الاستعمال كحظر بعض مواقع العنف والاباحية، وعند كل محاوله يتلقى الوالد رسالة تخبره بالمواقع التي أراد الإبن زيارتها، وبعد تلقي الوالدين هذه الرسائل يمكن فتح حوار صريح مع الإبن حول المراد من الدخول لهذه الصفحات، والمواقع وهذا لإزالة الغموض”.
وهناك دور للمدرسة أيضا يضيف قرار، فمن المفروض أن يكون في المقرر الدراسي، حصص خاصة لترشيد استعمال الأنترنت بداية من الروضات والتحضيري إلى الابتدائي لتعليمهم كيفية الاستعمال، ودورات أسبوعية للتوعية بأخطار الاستعمال غير الواعي للأنترنت، وذلك بصفة دورية لأن البرامج المقدمة دائما في تحديث وتجديد مستمر، لذا فإن تطبيقات الرقابة الأبوية أمر في غاية الأهمية للمحافظة على أبنائهم وحمايتهم، كما أن على الشركات تكوين الموظفين، خاصة منهم الأولياء لترشيد استعمال هذه الوسائل وحماية أبنائهم من مخاطرها، كما أن وسائل الإعلام لها دور كبير في توعية الأسر، ناهيك عن المجتمع المدني بما يحتويه من جمعيات، من خلال التوعية والتحسيس، كما للجامعات والمراكز المتخصصة دور في تصميم برامج الرقابة الأبوية وتنظيم دورات تكوينية للأولياء والشباب.
فالمستهلك الشاب يجب عليه استخدام برنامج وتطبيق لتحديد أوقات الاستعمال لكي لا يقع في الإدمان، وهذه التطبيقات تعيده للواقع لكي لا يبقى في العالم الافتراضي وعليه أن يعي، يؤكد محدثنا، أن ليس كل ما ينشر يوثق وهو صالح للاستهلاك لأن هناك صفحات تنشر باسم أطفال ولكن ورائها أصحاب أفكار هدامة، لذا يجب معرفة من يقف وراء هذه المواقع والصفحات، كما أنه في حالة وصول رسائل على المسنجر أوالواتساب لا يجب الضغط مباشرة على الروابط، وفي حالة الشك لا يجب الرد ودائما استعمال برامج الوقاية تحمي من المخاطر المحتملة.
ويبقى الاستعمال السلبي للأنترنت يقول قرار، مرهون بالذكاء البشري ودور المسجد ويجب التذكير بدور المساجد من خلال توعية الناس بمخاطر التكنولوجيا، وضرورة الاعتماد على تطبيقات الرقابة الأبوية،وهذا يكون عن طريق حوار صريح بين الأولياء وأبنائهم وهنا يمكننا ضمان الاستعمال الآمن للأنترنت،
زهور بن عياد.
مناقشة حول هذا المقال